الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رسبت في الفصل الأول ولا أود تكرار ذلك في الثاني، فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بدايةً: أشكركم على هذا الموقع الرائع. أنا طالب في المرحلة الثانوية، لقد رسبت الفصل الأول, والداي لم ينزعجا مني ولم يشددا عليّ، لكنهما تفاجآ وحزنا لرسوبي، وأريد أن أنجح وأفرحهم.

مشكلتي بالمذاكرة: أحياناً أشغل نفسي في ترتيب غرفتي وتنظيفها وشراء كل مستلزماتي، وأهيئ نفسي للدراسة، لكن عندما أبدأ بالدراسة أشعر بالملل والضيق، ولا أستمر، وأبدأ أبرر لنفسي بأي شيء لأتوقف عن الدراسة، مثل أن أذهب لزيارة عمتي أو حضور حلقة علم شرعي في المسجد، أو...، أو...، وأقول بعدها سأكمل الدراسة, وبعد أن أرجع أبدأ أبرر لنفسي بأي شيء لكي لا أدرس, وهكذا أضيع الأيام وأتحجج بأنني أحياناً أشعر بالتعب، وأحياناً أشعر بالنعاس، وأحياناً الذهاب في رحلة للترفيه عن النفس ...إلخ، وفي نفس الوقت عندي استعداد لدراسة أي كتاب خارج المنهاج، مع العلم أني لست طالباً ضعيفاً، لكن لا أعلم ماذا حلّ بي!

أيضاً حياتي منظّمة ولا أشكو من أي مشاكل صحية، ولا ينقصني شيء ولا عندي مشاكل عائلية، وأعيش حياة كريمة -ولله الحمد-.

أيضاً أعاني من مشاكل جانبية منذ سنتين تقريباً، مثل تقلب المزاج والشرود الذهني والضجر من الناس، ولا أحب أن أحضر المناسبات التي يتجمع فيها الناس -سواء عند أقاربي أو غيرهم-.

أفيدوني، جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى دوام الصحة والعافية.

تقلب المزاج -أخي الكريم- ربما يكون هو السبب في انخفاض الدافعية للمذاكرة، والمسألة تحتاج منك لاتخاذ بعض التدابير لترويض النفس شيئا فشيئا نحو المذاكرة. إليك بعض الإرشادات التي ستساعدك -إن شاء الله- في المذاكرة:

أولاً: نقول لك الحمد لله على رغبتك الجادة في التفوق، والحمد لله على هذا الطموح الكبير لتحقيق أسمى الأهداف والرغبات. فهذا الدافع يعتبر من أهم عوامل النجاح. والطالب عليه أن يقيس نجاحه بقدراته واجتهاداته، والوقت الذي بذله في المذاكرة حتى يكون راضياً عن نتيجته، وبما قسمه الله له. وليس عيباً أن تتدنى درجاته، أو يفشل مرة ومرتين؛ بل العيب أن يستسلم لهذا الفشل، ولا يقوم باكتشاف الأسباب ومحاولة علاجها. فالكثير من العلماء فشل عدة مرات ولكنهم في النهاية حققوا ما يريدون.

ثانياً: اتبع الخطوات التالية:

1- ضع لك أهدافاً واضحة وأكتبها؛ بحيث تسهل قراءتها بين الحين والآخر، وتذكرها باستمرار، مثلاً: ما هي الكلية أو التخصص الذي أنوي دراسته؟ وما هي الوسائل التي تساعدني في تحقيق ذلك؟

2- داوم على الصلوات الخمس في مواعيدها، وخاصة صلاة الصبح لكي تنعم بالبركة في وقتك.

2- حدد الأوقات التي يكون فيها مزاجك معتدلاً ومستقراً وذهنك متيقظاً للاستيعاب والفهم؛ لكي تكون هي أوقات المذاكرة؛ فبعض الطلاب يفضل المذاكرة في الصباح الباكر، والبعض الآخر يفضلها في الفترة المسائية.

4- مارس الرياضة بشكل منتظم لأنها تكسبك الحيوية وتنشط عقلك.

5- خصص لك مكاناً معيناً للمذاكرة، يكون جيد الإضاءة والتهوية، والجلوس على كرسي مريح ومنضدة مناسبة.

6- ابدأ بمذاكرة المواد التي تحبها، ثم الأصعب فالأصعب.

7- حدد أوقاتاً للترفيه والتزم بها، ولتكن متخللة لبرنامجك اليومي ولفترات قصيرة.

8- قلل من الوجبات الدسمة التي ترهق المعدة وتساعد على الكسل والنوم.

مع أمنياتنا لك بالتوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً