الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ألم القولون واضطرابات المعدة وخائفة من عمل التنظير فهل أقوم به؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة غير متزوجة، عمري (25) عاما، بدأت أعاني منذ فترة (10 إلى 15) يوما، من إمساك مزمن، وانتفاخ شديد في البطن بعد تناول الطعام، وألم شديد في أعلى البطن من الجهة اليمنى، مع العلم بأنني منذ أربعة أعوام أصبت بأعراض شبيهة إلى حد ما، وبعد عدة فحوصات أخبرني الطبيب بأنني سليمة، ومشكلتي في القولون العصبي، وكتب لي دواء اسمه (بوكسيديوم)، أتناوله عند الإحساس بالألم، وبالفعل اختفت الأعراض، ولكنها تعود من وقت لآخر عندما أتناول البقول، ولكن الأعراض تزول بعد شرب الدواء.

أما اليوم فالوضع مختلف تماما، عندما تناولت (بوكسيديوم) بكثرة مع حبوب الفحم للتخلص من الانتفاخ فلم أجد أي نتيجة، وزيادة على هذا بدأت أشعر بالحرقة، فتناولت دواء (فامودار)، فتطورت الأعراض فصرت أعاني من الغثيان الشديد ورغبة بالتقيؤ بعد أقل وجبة أتناولها، ولكن مع توقفي عنه استمر الإحساس بالغثيان والحرقة، فذهبت إلى طبيب أخصائي باطني، وأخبرته بأنني أعاني من القولون العصبي، وبعد الفحص السريري وباستخدام جهاز الالترا ساوند، وفحص الدم والبول والبراز، أخبرني بأن الفحوصات سليمة، والألم في الجانب الأيمن على الأغلب سببه شد عضلي، فوصف لي مرهما خاصا للعضلات، وبالفعل بدأ الألم بالزوال نوعا ما.

أما بالنسبة للإمساك والانتفاخ فكتب لي بعض الأدوية، وأخبرني من ضرورة عمل التنظير للمعدة في حال استمرار الأعراض، ثم طلب مني إيقاف (الفامودار) مع العلم بأن طولي (156)، ووزني (48)، ولا أتناول سوى وجبة واحدة في اليوم على الأغلب، لكن الانتفاخ والغثيان والحرقة، تحصل مع أقل كمية طعام أتناولها، ولا أعاني من آلام الشرج.

سؤالي هو: ما هو سبب طلب الطبيب لعمل تنظير معدي؟ وما هو المسبب لمشكلتي ولم يظهر في الفحوصات وعلى جهاز الالترا ساوند؟

سؤالي الثاني: هل يمكن أن يكون السبب هو القولون العصبي،؟ وسبب الإمساك الشديد أمر تراكمي مع الزمن، فأنا بصراحة مهملة جدا في شرب الماء وأكل الخضروات والفواكه.

سؤالي الثالث، هل يمكن تناول زيت الخروع أو تجربة تحاميل الجلسرين للتخلص من الإمساك؟ لأن الطبيب كتب لي شرابا وأخبرني بأن مفعوله بطيء ويحتاج إلى وقت.

سؤالي الأخير: ما فائدة كل هذه العلاجات التي كتبها الطبيب؟ وهل سيزول معها الإمساك والانتفاخ والغثيان؟ وهل من الممكن أن تكون هذه الأمور بسبب قرحة المعدة أو الاثني عشر، أو سرطانات -لا سمح الله-؟

الأدوية هي:
Transilane powder
Costi domperidone
Pantodar
Ramlac شراب.

أعتذر جدا للإطالة، ولكني أحببت أن أوضح لكم جميع الأعراض حتى أحصل على إجابة وافية، فأنا لست مقتنعة بكلام الطبيب، وخائفة من إجراء التنظير، ومحرجة من إجراء لتنظير القولون.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رحمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إجابة لسؤالك الأول: فإن الأعراض التي أصابتك سابقاً من حرقة، وألم بطني، ولم تستجب للبوكسيديوم هي في أغلب الأحوال بسبب التهاب معدة مزمن, وقد تكون جراثيم المعدة الحلزونية وراء تلك المشكلة، وهنا لا بد من إجراء التنظير الهضمي العلوي لفحص المعدة، وأخذ عينات للبحث عن هذه الجرثومة، ومن ثم تطبيق العلاج المناسب.

وبالنسبة للسؤال الثاني: إن الأعراض المتمثلة بالإمساك قد تكون بسبب قلة تناولك للخضروات والفواكه، وشرب الماء حكماً، ولا أعتقد أنك تعانين من القولون العصبي بل إمساك وظيفي سيتحسن بتغييرك للعادات الغذائية، وذلك بإدخال الغذاء الغني بالألياف: كالخبز الأسمر، إضافة للخضروات والفواكه، مع ممارسة الرياضة، وزيادة النشاط البدني.

أما السؤال الثالث: فإذا كان الإمساك شديداً أي أن المريض لم يخرج فضلاته من عدة أيام، يمكن البدء بالحقن الشرجية المنظفة (enema)، مع استخدام تحاميل الجليسرين المزلقة لتسهيل التغوط، أما إن اقتصرت شكوى الإمساك على معاناة المريض من براز قاسي، مع تغوط يومي، أو كل يومين إلى ثلاثة أيام فإن استخدام الملينات اللطيفة كشراب (Ramlac)، بجرعة (30) مل مرة واحدة صباحاً، مع استخدام تحاميل الجليسرين في البدء، أما زيت الخروع, فإن استخدامه يبقى لتنظيف الأمعاء، لأجل إجراء جراحة ما، أو لتحضير المريض لأجل صور شعاعية وغيرها في بعض المشافي، ولا أجد له مكان في حالتك.

والسؤال الرابع: ليس هنالك داعٍ لهذه الأدوية خلا شراب (Ramlac), وكما ذكرت لك فالأغلب في قصتك هو وجود التهاب معدة مزمن، أو قرحات بالمعدة، أو الاثني عشر, وليس هنالك أي مكان للقلق، فالعلاج الدوائي فعال جداً.

مع تمنياتي لك بالشفاء العاجل بإذن الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً