الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد أن كنت من المتفوقات أصبحت في آخر الركب، فما الذي طرأ علي؟

السؤال

السلام عليكم

في ما مضى كنت من التلاميذ النجباء المجدين، ودائما ما أحرز أعلى النقاط، وكل معارفنا من عائلة وجيران يشهدون بذكائي وتفوقي، ويقارنونني بدرجات أبنائهم المتدنية.

الآن لم يتبق للامتحان الموحد على الصعيد الوطني إلا شهرين، وأحس بتهاون كثير في نفسي رغم توبيخ أمي وأبي لي، إلا أني لا أسمع كلامهما، ولا أدرس وأراجع دروسي في البيت، ولا أركز مع شرح الأستاذ وأتابعه، أصبحت كسولة جدا ومهملة لدروسي، فبعد أن كان الأساتذة يفتخرون ويشهدون على امتيازي أصبحوا الآن يهزئون مني وعلى مستواي الدراسي، والله إني حائرة، ولا أعرف ما أصابني، حتى أصبحت هكذا؟

أرجوكم ساعدوني قبل أن يفوت الأوان فقد تهت، وليس لي معين سوى الله ثم أنتم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لمياء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم يمكن للإنسان أن يمرّ أحيانا ببعض الفترات التي لا يشعر فيها بالنشاط والحيوية المعتادة، كما ورد في الحديث النبوي الشريف: "لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةٌ وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ، فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى سُنَّتِي فَقَدِ اهْتَدَى، وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَقَدْ هلك".

أي أن لكل عمل مرحلة من الشرة والنشاط، ولكن له أيضا مرحلة من الفتور وضعف الأداء، فهذا من طبيعة البشر، ولكن المهم أن يحافظ هذا الشخص الذي يمرّ في مرحلة الفترة والفتور أن يحافظ على اتزانه، ويعتبرها مرحلة عابرة وتمر، ومن ثم ينشط من جديد للعمل والجد.

لماذا اختلف حالك كما وصفت في رسالتك؟

أكيد أن هناك العديد من الاحتمالات، فلربما شددت على نفسك كثيرا في الفترة السابقة، وربما أكثر من طاقتك الطبيعية، حتى وصل الأمر لما نسميه انكسار المعاوضة، فعندما نشغل جهازا أو آلة أكثر من طاقتها، فربما تتحمل هذه الآلة هذا الوضع ولكن فقط لبعض الوقت، ومن ثم يحصل انكسار المعاوضة، وهو الجهد الإضافي الذي بذلته الآلة لتقديم أكثر من طاقتها المعتادة.

الاحتمال الآخر: أن هناك أمورا كثيرة وجديدة في حياتك، سواء في نفسك أنت أو الأسرة أو المجتمع، وخاصة أنك في هذه المرحلة من الشباب والنضج، حيث أنه من الطبيعي أن تكوني أمام العديد من التحديات والخيارات التي عليك أن تختاري منها وتحددي منها موقفك، وكمثال على هذا ما الدراسة التي ستدرسينها بعد الثانوية والبكالوريا؟ وفي أي جامعة؟ وأسئلة أخرى متعددة.

هل هناك أمور أخرى تشغل بالك؟ والتي ربما لم تحدثينا عنها؟

المهم أن تعي وتنتبهي إلى أنك أمام مرحلة هامة من حياتك، وليس هناك الكثير من الوقت لنضيّعه، فهيا حاولي أن تنفضي عنك غبار الفتور هذا، وتستعيدي نشاطك المعتاد، أو القريب منه.

حاولي أن تغيّري قليلا مكان دراستك، فإذا كنت تدرسين بمفردك فحاولي الدراسة مع صديقة أو قريبة لك، وإذا كنت تدرسين غالب الوقت في البيت فحاولي الدراسة قليلا في مكتبة المدرسة أو مكتبة المدينة، فالخيارات كثيرة.

حاولي بعض المحافظة على الصلوات في وقتها، فهذا سيعطيك تنظيما جيدا لوقتك خلال النهار والليل، حاولي بعد الصلاة أن تقومي ببعض الحركات الرياضية، أو العبي لعبة رياضية مع صديقاتك، فالرياضة تنشط العقل والجسم، وتعطيك الحماس للمزيد من العمل والنشاط.

أرجو أن يكون في هذا ما يعين، وأن يوفقك الله تعالى لتكوني ليس فقط من الناجحات وإنما من المتفوّقات.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً