الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنا أشعر أني شخص لا فائدة لي وليس لي أصدقاء، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا أشعر أني شخص لا فائدة لي, عشت طفولة صعبة، ولم يكن لي أصدقاء طول عمري، وأنا الآن أشعر أني فاشل في كل شيء، وأنه لا يوجد أحد أكلمه في مشكلتي.

هذه المشكلة حقاً تشتتني عن حياتي، ولا أستطيع تجاهلها، أنا بعمر 17 سنة، وأشعر أني سأعيش وأموت وحيداً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً وسهلاً بك -ولدي الكريم- ونسأل الله أن يصلح شأنك، ومما يمكن أن نقدم لك من النصح.

بداية لم توضح لي ما نوع الصعوبة التي كانت في طفولتك، حتى نقدم لك رأياً في الأمر، ومع هذا عليك أن تنسى الماضي، لأن تذكره يجعلك في حالة من القلق والخوف من المستقبل، ومما يعينك على النسيان للماضي أن تشغل نفسك ووقتك بشيء مفيد ونافع.

تكوين الصداقة مع الإخوان الصالحين ما زال ممكناً، فلا داعي للقلق، فأنت ما زلت في بداية شبابك، واختيار الأصدقاء يكون عن طريق المدرسة أو من الحي أو من المسجد الذي تصلي فيه.

أحذرك من الصداقة مع الفتيات، فهذا أمر منكر ومحرم شرعاً، فبعض الشباب يحزن إذا فقد هذه الصداقة، والأولى بهم أن يفرحوا ويعلموا أن الله أراد بهم خيراً إذ صرفهم عن تلك الصداقات المشبوهة.

الشعور بالفشل والتشاؤم لا ينبغي أن يوجد في نفس من يؤمن بالله تعالى، ويعلم أن الله قادر على كل شيء، فإن الشعور بالفشل إنما هو من مداخل الشيطان حتى يبعدك عن العمل الجاد، وعن التمتع بالحياة بشكل أفضل، وحتى تظل أسير الوهم والقلق.

لهذا عليك أن تعلم أن أي فشل كان في الماضي إذا وجد لا يعني أن الحياة تتوقف، ولا ينعي أنك ستفشل مرة أخرى، اجتهد في استئناف الحياة.

أنصحك أن تحضر بعض الدورات التي يمكن أن تدلك على تحقيق النجاح، ثُمَّ خذ أسباب النجاح، وتوكل على الله، ثم تفاءل وأحسن الظن بالله، وأبشر بخير.

أخيراً وبعد أن تأخذ بما قدمت لك من نصح، ومع مرور الوقت، ومع عظيم الصلة بالله طاعة وتقرباً وتضرعاً إليه أن يصلح حالك، ومع كثرة الاستغفار، والإكثار من قول لاحول ولا قوة إلا بالله، لن يبق في نفسك -بإذن الله- شعور بأنك ستكون وحدك، بل بالعكس إذا كنت مع الله فإن الله سيجعل لك من يكون معك، ومعيناً لك على طاعته، قال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا }[ سورة: مريم - آية: ٩٦ ]، ومعنى الآية، إن الذين آمنوا بالله واتَّبَعوا رسله وعملوا الصالحات وَفْق شرعه، سيجعل لهم الرحمن محبة ومودة في قلوب عباده.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً