الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عرض المرأة نفسها على الرجل للزواج

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

أنا امرأةٌ أبلغ من العمر 46 سنة، لست متزوجة ولم يتقدم أحد لخطبتي رغم أنني تعرفت على ثلاثة رجال خلال حياتي الجامعية والمهنية.

أنا متخلقة ومتدينة، ارتديت الحجاب منذ أكثر من 11 سنة، وأنا ملتزمة بواجباتي الدينية من صلاة وصوم وزكاة ...الخ، وما زلت أدعو الله منذ سنين عديدة أن يرزقني بزوجٍ صالح يعفني ويحفظ علي ديني، وينفق علي، وذلك في كل صلاة وفي صلاة التراويح منذ أن ارتديت الحجاب.

يوجد زميل لي في العمل قد يكبرني بعشر سنوات متزوج وأب لطفل واحد، يتمتع بأخلاق عالية، وملتزم التزاماً تاماً بالدين، أقدره كثيراً وهو كذلك، ولا شيء يربطني به سوى العلاقات المهنية المحترمة جداً، هل يجوز لي أن أعرض نفسي عليه للزواج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بهية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله أن يثبتك على الحق وأن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه وسوء، وأن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يرزقك زوجاً صالحاً يكون عوناً لك على طاعة الله وتسعدين معه في الدنيا والآخرة.

وبخصوص ما ورد برسالتك: فإني لأحمد الله إليك أن هداك للالتزام بدينه وأعانك على طاعته، وحبب إليك الالتزام خاصة بالحجاب والصلاة، فتلك من نعمه العظيمة التي حرم منها الكثيرين من الرجال والنساء.

وبخصوص عرضك نفسك على هذا الزميل المتدين: فإني لا أنصح بذلك؛ لأن الناس قد يفهموا هذا الأمر فهماً خاطئاً؛ نظراً لشدة الجهل بتعاليم الإسلام، وغياب كثير من حقائق هذا الدين العظيم على السواد الأعظم من المسلمين حتى بعض المتدينين، وإنما قد أفضل طريقة الوسيط، بمعنى أن توسطي أحداً في ذلك يكون على معرفة بكما معاً، ويعرض عليه الأمر كما لو كان اقتراحاً منه هو وليس منك؛ حتى لا تهتز صورتك أمامه في حال الزواج أو عدمه، ويحرص هذا الوسيط ألا يخبره بأنك طلبت منه ذلك حفاظاً عليك.

وأبشرك بأن دعاءك طيلة هذه السنين لم ولن يذهب هباءً منثوراً، وإنما سيستجيبه الله في وقت معين يعلمه هو سبحانه؛ لأنه جل جلاله أمرنا بالدعاء ووعدنا بالإجابة حيث قال: ((وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ))[البقرة:186]، فعلينا الدعاء وهو سبحانه قد تكفل بالإجابة، فلا تظني أبداً أن دعاءك لم يسمع أو يقبل، حيث أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه ما من مسلم يدعو الله تعالى بدعوة إلا آتاه الله إياها أو صرف عنه من السوء مثلها أو ادخر له من الخير مثلها، فثقي وتأكدي من أن الفرج قادم، سواءً أكان هذا الشخص أم غيره، فعليك بمواصلة الدعاء، واعلمي أن مولاك يحب الملحين في الدعاء، وأنه يحب أن يُسأل فأكثري ولا تملي أو تتوقفي، وأبشري بالفرج العاجل إن شاء الله.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق والزوج الصالح عاجلاً غير آجل، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً