الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إشراك الإخوان وعموم المؤمنين في الدعاء

السؤال

ما الواجب على المسلم الدعاء لنفسه فقط أو لغيره وماذا عليه لو ترك الدعاء لغيره وكان غيره بحاجة لمن يدعو له؟

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

على المسلم أن يشرك من يسمع دعاءه ممن يؤمهم أو يخطبهم أو يحدثهم... ولا حرج عليه في الدعاء لنفسه إذا كان وحده أو في حال السر.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فينبغي للمسلم إذا دعا لنفسه أن يدعو لإخوانه ولجميع المسلمين فقد وصف الله عز وجل عباده المؤمنين بقوله: وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ {الحشر:10}.

ويتأكد التعميم في الدعاء إذا كان الداعي معه من يستمع إليه كالإمام أو الخطيب أو المحدث..

قال الإمام البيهقي في السنن: باب ما على الإمام من تعميم الدعاء، ثم ذكر بسنده الحديث: إذا أم الرجل القوم فلا يختص بدعاء دونهم فإن فعل فقد خانهم...

وقد رغب النبي صلى الله عليه وسلم المسلم في الدعاء لإخوانه ولو كانوا غائبين عنه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك ولك بمثل. رواه مسلم.

وإذا كان المسلم وحده أو يدعو في سره فله أن يخص نفسه بالدعاء -ولو كان غيره يحتاج إليه- والأفضل أن يشرك معه إخوانه وعموم المؤمنين، ويستشعر أن المسلمين كالجسد الواحد كما صح عن نبيناً صلى الله عليه وسلم، وقد جاءت الأدعية بصيغة الجمع في آيات كثيرة من كتاب الله تعالى وفي ذلك تنبيه للمسلم على فضل إشراك إخوانه في الدعاء، وللمزيد من الفائدة انظر الفتوى رقم: 7282.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني