الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم منع الابنة من حفظ القرآن في دار للحفظ

السؤال

ما حكم الأب الذي يمنع بنته من حفظ القرآن في دار الحفظ مع العلم أنه يسمح لي بالذهاب إلى أماكن أخرى لحفظ القرآن عند أقرباء لي ويمانع لأسباب أخرى من الحفظ في دار الحفظ خوفا علي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذا الموضوع لا يخرج عن أربعة احتمالات هي:

· أن تكون دار الحفظ أو الطريق إليها تسبب احتمال سوء أو فتنة وأن يكون محل الأقرباء لا يسبب مثل ذلك.

· أن يكون العكس.

· أن يستوي المحلان، ويكون كل منهما يجلب سوءا أو فتنة.

· أن يستوي المحلان، ولا يكون في أي منهما سوء ولا فتنة.

فإذا كان الاحتمال الأول فإن الأب في منع البنت يكون على صواب؛ لما قد تلاقيه في الطريق أو في محل الحفظ من شياطين الإنس وشياطين الجن.

ولو كان الاحتمال الثاني، فإنه يكون مخطئا في فعله، وليس لها أن تطيعه في الذهاب إلى ذلك المكان الفاسد لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. كما في الحديث الذي رواه أحمد وصححه السيوطي والهيتمي والألباني.

وفي الاحتمال الثالث فإن تجنب كل من المحلين هو المتعين. ولكن الرفض لما يريده الأب يلزم أن يكون بطريقة كيسة لبقة، تناسب ما يجب له من البر والاحترام.

وأما في الاحتمال الرابع، فإنه –رغم استواء المحلين- قد يكون يرى في محل الأهل من المصلحة ما ليس مثله في المحل الآخر. وعلى أية حال، فإنه في هذه الحال تجب طاعته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني