الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعلم التجويد أولى من تعلم التفسير حيث لا يمكن الجمع بينهما

السؤال

أيهما أفضل { أولى } للمسلم تعليم تجويد القرآن الكريم أم تفسيره في حالة أن المسلم يقرأ القرآن ولكن لا يعرف كثيرا عن التجويد.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أمر الله تعالى بتجويد القرآن حيث قال جل من قائل: وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا {المزمل: 4}. وقال تعالى: وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا {الإسراء: 106}.

وجاء في الموسوعة الفقهية: لا خلاف في أن الاشتغال بعلم التجويد فرض كفاية، أما العمل به فقد ذهب المتقدمون من علماء القراءات والتجويد إلى أن الأخذ بجميع أصول التجويد واجب يأثم تاركه، سواء أكان متعلقا بحفظ الحروف -مما يغير مبناها أو يفسد معناها- أم تعلق بغير ذلك مما أورده العلماء في كتب التجويد كالإدغام ونحوه. قال محمد بن الجزري في النشر نقلا عن الإمام نصر الشيرازي: حسن الأداء فرض في القراءة, ويجب على القارئ أن يتلو القرآن حق تلاوته. وذهب المتأخرون إلى التفصيل بين ما هو (واجب شرعي) من مسائل التجويد وهو ما يؤدي تركه إلى تغيير المبنى أو فساد المعنى، وبين ما هو (واجب صناعي) أي أوجبه أهل ذلك العلم لتمام إتقان القراءة، وهو ما ذكره العلماء في كتب التجويد من مسائل ليست كذلك، كالإدغام والإخفاء.. إلخ. فهذا النوع لا يأثم تاركه عندهم... اهـ

وبناء على ما ذكر، فالأفضل للمسلم هو أن يجمع بين تعلم تجويد القرآن الكريم وبين تفسيره؛ لأنه متعبد بكل ذلك.

وإن لم يستطع الجمع بينهما فإن تعلم التجويد أولى من تعلم التفسير؛ لأن ترك التجويد للقادر على تعلمه فيه الإثم على قول -كما رأيت- وليس كذلك ترك تعلم التفسير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني