الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية أداء الغنة عند إدغام النون الساكنة والتنوين في الميم

السؤال

قرأت أن إدغام النون الساكنة والتنوين مع النون والميم هو إدغام كامل بغنة، والغنة هنا للحرف المدغم فيه، وقرأت أيضا أن هناك من يعتبر الإدغام هنا ناقص، والغنة للحرف المدغم.
وسؤالي هو: هل هناك فرق باللفظ أو حركة الفم في كلتا الحالتين؟ أم يعتبر الخلاف مجرد خلاف نظري، وخلاف مسميات، وإسقاطات ليس لها تأثير على كيفية النطق؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن إدغام النون الساكنة والتنوين في النون والميم هو إدغام بغنة ناقص التشديد -وليس إدغاما كاملا، كما ذكرتَ-.

قال ابن الجزري في التمهيد في علم التجويد -في أقسام الأحكام المتعلقة بالنون الساكنة والتنوين-:

القسم الثاني: إدغامهما في اللام والراء، إدغاما كاملا بلا غنة...

القسم الثالث: إدغامهما في حروف (يومن) إدغاما غير مستكمل التشديد لبقاء الغنة، وهي بعض الحرف. اهـ.

وقال الصفاقسي في تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين: وأما الإدغام الكامل وهو الإدغام بلا غنة مع التشديد التام ففي اللام والراء نحو: فإن لم تفعلوا، هدى للمتقين، من رزقناه، ثمرة رزقا، هذا الذي عليه الجمهور من أهل الأداء ... وأما الإدغام الناقص وهو الإدغام مع الغنة والتشديد الناقص ففي أربعة أحرف: الياء والواو والميم والنون، ويجمع ذلك قولك: يومن. اهـ.

واختلف أهل الأداء في الغنة حال إدغام النون الساكنة والتنوين في الميم، هل هي غنة المدغم أم المدغم فيه؟ والذي عليه الجمهور أن الغنة للميم.

قال ابن الجزري في النشر في القراءات العشر: واختلف أيضا رأيهم في الغنة الظاهرة حالة إدغام النون الساكنة والتنوين في الميم هل هي غنة النون المدغمة، أو غنة الميم المقلوبة للإدغام؟

فذهب إلى الأول أبو الحسن بن كيسان النحوي، وأبو بكر بن مجاهد المقري، وغيرهما.

وذهب الجمهور إلى أن تلك الغنة غنة الميم لا غنة النون والتنوين لانقلابهما إلى لفظها وهو اختيار الداني والمحققين، وهو الصحيح؛ لأن الأول قد ذهب بالقلب، فلا فرق في اللفظ بالنطق بين من من، وإن من، وبين هم من، وأم من.

وأما ما روي عن بعضهم إدغام الغنة وإذهابها عند الميم؛ فغير صحيح، إذ لا يمكن النطق به، ولا هو في الفطرة، ولا الطاقة، وهو خلاف إجماع القراء، والنحويين، ولعلهم أرادوا بذلك غنة المدغم. اهـ.

وقال الصفاقسي في تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين: اتفق أهل الأداء على إن الغنة مع الياء والواو غنة المدغم، ومع النون غنة المدغم فيه. واختلفوا في الميم. فذهب الجمهور وهو الصحيح إلى أن الغنة غنة الميم، لا غنة النون والتنوين لأنهما انقلبا إلى لفظهما، وذهب ابن كيسان النحوي، وابن مجاهد المقرئ، وغيرهما إلى إن الغَنة للنون المدغمة. اهـ.

والظاهر من كلامهم أن الخلاف في هذه المسألة نظري، وليس له أثر في الأداء.

وراجع للفائدة الفتوى: 95597.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني