الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم سفر المرأة بغير محرم لأجل العمل

السؤال

هل يجوز العمل للمرأة وأن تسافر مأموريا إلى خارج البلاد مثل أمريكا ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز للمرأة أن تسافر سفرا لا يصحبها فيه محرم أثناء سفرها. وهذا الحكم ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم بعدة ألفاظ في الصحيحين وغيرهما. من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة وليس معها حرمة. أي: رجل محرم لها، كما هو مبين في الرواية الأخرى: لا يحل لامرأة مسلمة أن تسافر مسيرة ليلة إلا معها رجل ذو حرمة منها.

وهذا الحديث واضح الدلالة في عدم جواز سفر المرأة بدون محرم لها، وقد حُكي الإجماع على تحريم سفر المرأة بلا محرم، إلا السفر للحج والعمرة، والخروج من دار الشرك، أو الفرار من الأسر.

قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: واستدلوا به على عدم جواز السفر للمرأة بلا محرم، وهذا إجماع في غير الحج والعمرة، والخروج من دار الشرك. اهـ

والسفر المذكور في هذه الأحاديث هو السفر في البلدان الإسلامية، ومعلوم أن النهي آكد إذا كان السفر إلى البلد المذكور في السؤال؛ لقوة احتمال الفتنة والفساد.

وبناء على ما ذكر نقول: إن عمل المرأة إذا كان سيترتب عليه أنها ستحتاج من حين لآخر إلى السفر، كان غير مباح؛ لأن:

1. إباحة عمل المرأة مقيدة بأن لا يترتب عليه احتمال فتنة أو فساد.

2. من المستبعد أن تجد المرأة محرما يرافقها كلما أرادت السفر.

3. ما أدى إلى الحرام فهو حرام.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني