الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

هل الأسباب تنقص وتزيد الرزق أم أن الرزق ثابت سواء عملنا أم لم نعمل... والأسباب فقط هي نوع من العبادة والتوكل على الله وهي لا تضر ولا تنفع في رزق الإنسان، أود الإشارة يا سيدي الكريم إلى أني على اطلاع على أحاديث الرزق المعروفة، ولكن أود توضيح هذه النقطة تحديداً باللغة العادية أي توضيح لمعنى ومغزى الأحاديث؟ ولك جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالجواب عن ذلك هو ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في الفتاوى حيث سئُل عن الرزق هل يزيد وينقص.. فأجاب: أن الرزق نوعان:

أحدهما: ما علمه الله أنه يرزقه فهذا لا يتغير.

والثاني: ما كتبه وأعلم به الملائكة فهذا يزيد وينقص بحسب الأسباب فإن العبد يأمر الله الملائكة أن تكتب له رزقاً وإن وصل رحمه زاده الله على ذلك، كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه. وكذلك عمر داود زاد ستين سنة فجعله الله مائة بعد أن كان أربعين، ومن هذا الباب قول عمر: اللهم إن كنت كتبتني شقياً فامحني واكتبني سعيداً، فإنك تمحو ما تشاء وتثبت.. والأسباب التي يحصل بها الرزق هي من جملة ما قدره الله وكتبه، فإن كان قد تقدم بأن رزق العبد سعيه واكتسابه ألهمه السعي والاكتساب وذلك الذي قدره له بالاكتساب لا يحصل بدون الاكتساب، وما قدر له بغير اكتساب كموت مورثه يأتيه به بغير اكتساب... والسعي سعيان سعي فيما نصب للرزق كالصناعة والزراعة والتجارة وسعي بالدعاء والتوكل والإحسان إلى الخلق...

إذاً فالرزق الذي علمه الله تعالى لا يزيد ولا ينقص بحسب علمه لكن يكون ذلك فيما كتب للملائكة، وبناء عليه فالأسباب تنفع وتفيد فيما كتب عند الملائكة وما علمه الله وقدره لا بد أن يكون.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني