الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يغرس أسياخ الحديد في جسمة ولا يتأذى..هل هذا من الكرامات

السؤال

يقوم شيخ صوفي في مدينتي أثناء مجلس ذكر يقيمه كل يوم خميس بغرس أسياخ حديدية في جسده وأجساد بعض مريديه دون أن يصابوا بأذى.السؤال:لماذا لا يصابون بأذى؟ حيث إنهم يقيمون على الناس الحجة بهذا الأمر. وما حكم مجالسهم وحكم من يحضر إليها علما أن فيها مديحا للرسول مرفقاً بضرب الدفوف؟ وبارك الله بكم، وجزاكم خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذا العمل الذي يفعله الرجل المشار إليه يعتبر بدعة في الدين، قد يصل به إلى الشرك والعياذ بالله، إذ ليس هو من فعل النبي صلى الله عليه وسلم ولا من فعل صحابته، وقد قال عليه الصلاةة والسلام: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد. متفق عليه. وعدم إصابتهم بأذى قد يكون راجعا لإعانة الجن لهم أو نحو ذلك من الألاعيب، وليس فيه إقامة حجة -كما زعم السائل- بل هو عمل يقوم به أيضا الكفرة من الهندوس والبوذيين والسيخ وغيرهم من أهل الشرك والسحر، فهل فعلهم له يعني أنهم أقاموا الحجة على صحة معتقداتهم.

ولا تعتبر هذه البدعة من كرامات الأولياء بخلاف ما يظنه كثير من الجهلة لأن الولي لله هو المؤمن التقي؛ كما قال تعالى: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * {يونس:62 -63} وأعظم ما يتقيه الولي لله الشرك والبدعة في الدين.

ورحم الله الشافعي حيث قال: إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء ويطير في الهواء فلا تغتروا حتى تعرضوا أمره على الكتاب. وانظر للأهمية الفتوى رقم:4445، والفتوى رقم: 9055، والفتوى رقم: 34964، والفتوى رقم: 52968.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني