الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يرجى كون رؤيتك للنبي في المنام سببا للهداية

السؤال

لقد حلمت قبل فترة برسول لله صلى لله عليه وسلم وبصحبة الصحابي عمر بن الخطاب - رضي لله عنه - وكنت قد رأيت لحيته الشريفة وكذلك الصحابي عمر بن الخطاب رضي لله عنه ورأيتهم يتبسمون حتى بانت أسنانهم.
والسؤال: أنا شاب قد ابتلاني الله بمعصية لواط ، ولله أعلم أني أريد أن أنتهي منها بإذن لله، هل يكون ظهورهم لي بالحلم يعني أني سوف أهتدي بإذن لله وأترك المعاصي مع أني لا أصلي أيضا.
جزاكم لله خيرا .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم أنك -والعياذ بالله- قد أقررت على نفسك بأنك في عصيان لله كبير، فأما اللواط فهو إحدى الفواحش النكراء التي عابها الله على قوم لوط. قال تعالى: ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين. {الأعراف:80}. وقال: أتأتون الذكران من العالمين {الشعراء:165}. وقال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم: من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به. رواه الترمذي.

وأما ترك الصلاة، فالذي رجحه كثير أهل العلم هو أن تركها بالكلية يعد صاحبه كافرا خارجا من الملة، والعياذ بالله. والذي يصلي أحيانا ويتركها أحيانا يعتبر فاسقا فسقا كبيرا، ومستحقا للقتل حدا. ولك أن تراجع في هذا فتوانا رقم: 17277.

وفيما يخص موضوع سؤالك؟ فإذا كنت قد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم على أوصافه الثابتة في السنة، فقد ثبت أن الشيطان لا يتمثل بالنبي صلى الله عليه وسلم.

جاء في الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ... ومن رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. وهذا لفظ البخاري.

وقد سبقت الإجابة عن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام في الفتوى رقم: 23970.

وبخصوص ما ترجوه من أن يكون في رؤيتك للنبي صلى الله عليه وسلم وعمر رضي الله عنه دلالة على أنك سوف تهتدي وتترك المعاصي، فإن ذلك لا يمكن الجزم به، لكنه ليس مستبعدا. فقد يكون ذلك عناية من الله بك وإرادة للخير لك، وراجع الفتوى رقم: 24475.

فبادر إلى الله بالتوبة، ولا تيأس من رحمة الله، فقد روى أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون. رواه الترمذي وابن ماجه.

وفي الحديث الشريف: أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له. والله عز وجل يمحو السيئ بالحسن.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني