الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

ما صحة الحديث القائل: "لعن الله ناكح يده" وهل العادة السرية أرحم من الزنا واللواط؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذا الحديث الذي ذكرته لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال العجلوني في كشف الخفاء: لا أصل له. اهـ.
وقال علي القاري في كتابه (الأسرار المرفوعة): لا أصل له، صرح به الرهاوي. اهـ.

وقد ورد الحديث بلفظ آخر: "ملعون من نكح يده" وهو ضعيف أيضاً.
وورد بلفظ: "سبعة لا ينظر الله إليهم...فذكر الحديث وفيه: "والناكح يده".

أورده ابن الجوزي في الواهيات، وقال: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وضعفه الألباني في إرواء الغليل.
ولا شك أن ممارسة العادة السرية أهون من ممارسة الزنا واللواط، وإن كانت محرمة؛ لقول الله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {المؤمنون:5-6-7}.
وبهذه الآية استدل الإمامان مالك والشافعي وغيرهما على تحريم الاستمناء.
قال الشنقيطي في أضواء البيان: وهو استدلال صحيح بكتاب الله. اهـ.
فالواجب عليك الابتعاد عن الجميع.

وراجع الفتوى: 7170.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني