الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسائل في قوله تعالى (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس..)

السؤال

قال تعالى: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً. ما المقصود بـ (إنما)؟ ولماذا جاء فعلان مضارعان وضميران؟ وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فـ(إنما)، حرف يستعمل لإفادة الحصر، كما قال السبكى في جميع الجوامع.

قال السيوطي في نظمه لجمع الجوامع -ويقال له الكوكب الساطع-:

للحصر قال الأكثرون (إنما) وألحق الزمخشري (أنما).

هذا هو الأصل فيها، وقد جاءت هنا لإفادة تعليل الأحكام السابقة، كما قال ابن عاشور والبيضاوي.

وأما ورود المضارع هنا في يذهب ويطهر، فمتعين، لأن اللام التي جاءت قبلهما لا تدخل إلا على المضارع، وأما وروده في فعل يريد، ففي التعبير به دلالة على تجدد الإرادة واستمرارها، كما قال ابن عاشور، وذكر أن اللام في ليذهب تأتي للتأكيد بعد مادتي الإرادة والأمر، كما في قوله: يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ [النساء:26]، وفي قوله تعالى: وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ [الأنعام:71].

وأما الضمير، فإنه يأتي في لغة العرب للاختصار، فبدلاً من أن يتكرر قوله نساء النبي أو قوله أهل البيت عدة مرات، فإنه استغنى بتكرار الضمير لما فيه من الخفة والاختصار، وقد ذكر ابن عاشور أنه عبر هنا بضميرين مذكرين ولم يعبر بضمير الإناث على طريقة تغليب الذكر على المؤنث، لدخول النبي صلى الله عليه وسلم مع الأمهات في الخطاب، ومثله قوله تعالى: رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ [هود:73]، فذكر الضمير في عليكم، لدخول إبراهيم عليه السلام في الخطاب مع زوجته بعموم الرحمة والبركة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني