الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحالات التي لا يشرع فيها السلام

السؤال

هل يمكن أن أعرف ما هي السبع الأشياء أو الأماكن التي لا يجوز فيها السلام على الغير .
وشكرا.

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

الحالات التي لا يشرع فيها السلام محل اختلاف بين أهل العلم.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

الحالات التي لا يشرع فيها السلام، وإذا سلم الشخص لا يشرع الرد عليه مختلف فيها بين أهل العلم، ومنهم من أوصلها إلى أكثر من عشرين.

جاء في غذاء الألباب، شرح منظومة الآداب: يكره السلام على جماعة, منهم المتوضئ, ومن في الحمام, ومن يأكل, أو يقاتل, وعلى تال, وذاكر, وملب, ومحدث, وخطيب, وواعظ, وعلى مستمع لهم ومكرر فقه, ومدرس, وباحث في علم, ومؤذن ومقيم, ومن على حاجته, ومتمتع بأهله, أو مشتغل بالقضاء, ونحوهم. فمن سلم في حالة لا يستحب فيها السلام لم يستحق جوابا.

وقد نظمهم الخلوتي وزاد عليهم جماعة فقال:

رد السلام واجب إلا على * من في الصلاة أو بأكل شغلا

أو شرب أو قراءة أو أدعيه * أو ذكر أو في خطبة أو تلبيه

أو في قضاء حاجة الإنسان * أو في إقامــــة أو الأذان

أو سلم الطفل أو السكـران * أو شابة يخشى بها افتتــان

أو فاسق أو ناعس أو نائـم * أو حالة الجماع أو تحــاكم

أو كان في الحمام أو مجنونا * فهي اثنتان قبلها عشرونــا

وهذه المذكورات ورد النص على بعضها وقاس أهل العلم بقيتها على ما ورد به النص.

جاء في سنن النسائي: عن المهاجر بن قنفذ: أنه سلم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبول فلم يرد عليه حتى توضأ فلما توضأ رد عليه. قال الشيخ الألباني: صحيح.

وفي حديث جابر بن عبد الله عند ابن ماجه أن رجلا مر على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبول فسلم عليه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا رأيتني على مثل هذه الحالة فلا تسلم علي فإنك إن فعلت ذلك لم أرد عليك.

وعن المهاجر بن قنفذ: أنه سلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتوضأ فلم يرد عليه حتى توضأ فرد عليه وقال: إنه لم يمنعني أن أرد عليك إلا أنى كرهت أن أذكر الله إلا على طهارة، قال فكان الحسن من أجل هذا الحديث يكره أن يقرأ أو يذكر الله عز وجل حتى يتطهر. قال شعيب الأرنؤوط: حديث صحيح.

وعن عطاء الخراساني يرفعه قال: ليس للنساء سلام ولا عليهن سلام: أخرجه أبو نعيم في الحلية وإسناده منقطع. ولعل أهل العلم أخذوا النهي عن السلام على الشابة من النهي عما يمكن أن يكون سببا للفتنة.

ومما يدل على أن المصلي لا ينهى عن السلام عليه، مع أنه هو منهي عن رد السلام باللفظ ما أخرجه النسائي من حديث ابن عمر، قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم مسجد قباء ليصلي فيه فدخل عليه رجال يسلمون عليه فسألت صهيبا وكان معه كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع إذا سلم عليه قال كان يشير بيده. قال الشيخ الألباني: صحيح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني