الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم مصافحة المرأة للرجل الكبير

السؤال

أنا فتاة عمري 19 عاما، حاليا. بدأت الالتزام منذ أن كان عمري 18. وأول خطوة كانت هي عدم مصافحة الأجانب. وقبل عام تقريبا تمكنت منها بفضلِ الله وتوفيقه.
كان الأمر في البداية صعبا بالنسبة لي وللأسرة، حيث كان لهم الأمر كالصدمة، واستغربوا من عزمي على اتخاذ هذا القرار في وقت مبكر. حيث لم يفكر أحد منهم قبل ذلك في هذا الأمر بجدية، ولكنهم فخورون بي.
لكن المشكلة التي تواجهني الآن هي الأقارب البعداء منا، أو الأجانب الذين اعتادوا على مصافحتي لهم. حيث إن بعضهم يصرون على مصافحتي، ويقول أحدهم: أنا بمثابة أبيك، أو جدك أو خالك أو عمك. بصراحة لا أجد مشكلة في من هم في عمر الشباب، فأستطيع إيقافهم بل وأحسُّ بتقبلهم للأمر بسهولة، ولكن دائما ما أتعقد من كبار السن، حتى إن أهلي عندما يرون أحدهم وهو كبير في السن يقولون لي: لا تحرجيه فإنه كجدك أو أبيك، وإن غرضه شريف، ويحبك مثل بناته. ومن جهة أخرى يقنعونني بأن المصافحة إذا كانت بحائلٍ في اليد تجوز كالقفاز مثلا. استنادً إلى أقوال بعض المشايخ الذين أجازوها.
والآن أصبحت أتجنب الزيارات خوفاً من وقوع هذه المواقف، ولكن أخاف عندما يأتينا الزوّار إلى البيت!!
وأنا الآن أسأل: ما حكم مصافحة كبير السن الذي يأتينا في البيت ويصرُّ على مصافحتي أمام الجميع! حتى إنه يقول لي: سأصافحك حتى وإن دخلت بك النارِ (على سبيل المزاح)؟
ففي هذه الحالة إن رفضت المصافحة أمام الكل، سيجبرونني شئت أم أبيت على مصافحته، ويحرجونني.
فهل يغفر الله لي هذا الفعل وهو فوق طاقتي، أم أكون بهذا قد ارتكبت جرماً وسأعاقب عليه؟
وسؤالي التالي: هو عن حكم ارتداء المجوهرات غير الذهب والفضة في الصلاة. فهل تصح أم لا؟
لأني سمعت أن بعض المشايخ يقول بإبطال الصلاة عند ارتدائها.
أفيدونا أفادكم الله، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمصافحة المرأة للرجل المسن الذي لا يَشتهي ولا يُشتهى، محل خلاف بين أهل العلم، وإن كان الراجح أنها لا تجوز، إلا أن الخلاف ثابت ومعتبر! وراجعي في ذلك الفتوى: 31780.
وإذا كان ذلك من وراء حائل، فالأمر أقرب، والخلاف أقوى، وراجعي في ذلك الفتوى: 20219.

وعلى ذلك، فإذا كان الحال كما ذكرت السائلة: (سيجبرونني شئت أم أبيت على مصافحته، ويحرجونني) فنرجو ألا يكون عليها حرج إن فعلت ذلك من وراء حائل.
وأما المجوهرات غير الذهب والفضة، فلبس النساء لها جائز بلا خلاف.

جاء في الموسوعة الفقهية: اتفق الفقهاء على جواز تحلي المرأة بأنواع الجواهر النفيسة كالياقوت والعقيق واللؤلؤ. اهـ.

وما جاز لبسه منها جازت الصلاة فيه، كما نبهنا عليه في الفتويين: 133015، 39406.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني