الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استحباب تسوية الصفوف

السؤال

لقد عرفت إماما من أئمة المساجد التي تجاورني بألمانيا يبالغ كثيرا في تطبيق سنة الوقوف أثناء الصلاة وذلك بوضع الكعب على الكعب بحيث يمرّ حوالي ربع ساعة كاملة في تطبيق ذلك بين المصلين لدرجة الإحراج .. فما حكم العلم والدين بذلك..؟ وجزاكم الله خيرا

الإجابــة

خلاصة الفتوى

تسوية الصفوف سنة مستحبة عند جمهور أهل العلم، وتكون بإلصاق المنكب بالمنكب والكعب بالكعب، والاعتناء بها من الاقتداء بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، ولا ينبغي الإنكار على من يعتني بها؛ لكن لا تنبغي المبالغة فيها إذا ترتبت على ذلك خصومة بين المصلين أو إدخال الحرج عليهم.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فتسوية الصفوف من الأمور المستحبة عند جمهور أهل العلم، وتكون بإلصاق المنكب بالمنكب والكعب بالكعب، واستواء القائمين في الصفوف وعدم تقدم بعضهم على بعض. فينبغي للإمام والمأموم الحرص على تطبيق هذا الأمر اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان لا يبتدئ الصلاة قبل تسوية الصفوف، ففي صحيح مسلم وغيره عن سماك بن حرب قال: سمعت النعمان بن بشير يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوي صفوفنا حتى كأنما يسوي بها القداح، حتى رأى أنا قد عقلنا عنه، ثم خرج يوما فقام حتى كاد يكبر، فرأى رجلا باديا صدره من الصف، فقال: عباد الله؛ لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم. وغير هذا من الآثار المذكورة في هذا المجال والتي سبق بيانها في الفتوى رقم: 77294، والفتوى رقم: 10847.

وعليه، فما يقوم به الإمام المذكور هو من السنة الصحيحة، ولا ينبغي إنكاره؛ بل الذي ينبغي إنكاره تهاون كثير من الأئمة بهذه السنة الجليلة، لكن لا تنبغي المبالغة في هذا الأمر لدرجة حصول أذية لبعض المصلين أو خصومة بينهم، فينبغي البعد عن ذلك.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني