الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

درجة قصة إدريس عليه السلام مع ملك الموت

السؤال

يقول المجنون: وإني لمشتاق إلى ريح جيبها كما اشتاق إدريس إلى جنة الخلد.
فما قصة اشتياق إدريس إلى جنة الخلد ؟ أم تراها من نسج خيال المجنون ؟ولم خص إدريس بهذا الشوق إلى جنة الخلد دون غيره من الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلعله يقصد باشتياق إدريس إلى الجنة تلك القصة الطويلة التي ذكرها بعض أهل التفسير والأخباريون .. ولعلها من الإسرائيليات، وخلاصتها: أن ملك الموت كان صديقا لإدريس وقد صحبه في رحلته التي كان يتعبد فيها ويسيح في الأرض.. فقال له أسالك بالذي أحببتني لأجله أن تريني لمحة من الجنة- وكان قد طلب منه قبل ذلك أن يميته ويريه النار ليحمله ذلك على العبادة- فقال له ملك الموت - عليه السلام : يا نبي الله أبشر ! فإنك إن شاء الله من خيار أهلها وإنها إن شاء الله مقيلك ومصيرك، فقال : يا ملك الموت إني أحب أن أنظر إليها ولعل ذلك أن يكون أشد لشوقي وحرصي وطلبي! فذهب به إلى باب من أبواب الجنة فنادى بعض خزنتها فأجابوه فقالوا : من هذا ؟ قال: ملك الموت، فارتعدت فرائصهم وقالوا: أمرت فينا بشيء ؟ فقال: لو أمرت فيكم بشيء ما ناظرتكم ولكن نبي الله إدريس - عليه السلام - سأل أن ينظر إلى لمحة من الجنة فافتحوا، فلما فتح أصابه من بردها وطيبها وريحانها ما أخذ بقلبه فقال: يا ملك الموت إني أحب أن أدخل الجنة فآكل أكلة من ثمارها وأشرب شربة من مائها فلعل ذلك أن يكون أشد لطلبتي ورغبتي وحرصي، فقال: ادخل، فدخل فأكل من ثمارها وشرب من مائها، فقال له ملك الموت: اخرج يا نبي الله قد أصبت حاجتك حتى يردك الله مع الأنبياء يوم القيامة، فاحتضن بساق شجرة من شجر الجنة وقال: ما أنا بخارج منها وإن شئت أن أخاصمك خاصمتك، فأوحى الله إلى ملك الموت: قاضه الخصومة؛ فقال له ملك الموت: ما الذي تخاصمني به يا نبي الله ؟ فقال إدريس: قال الله تعالى كل نفس ذائقة الموت" فقد ذقت الموت الذي كتبه الله على خلقه مرة واحدة، وقال الله : وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا، وقد وردتها أفأردها مرة بعد مرة، وإنما كتب الله ورودها على خلقه مرة واحدة ؟ وقال لأهل الجنة : وما هم منها بمخرجين، أفأخرج من شيء ساقه الله إلي ؟ فأوحى الله إلى ملك الموت: خصمك عبدي إدريس وعزتي وجلالي: إن في سابق علمي قبل أن أخلقه أنه لا موت عليه إلا الموتة التي ماتها وإنه لا يرى جهنم غلا خلا ؟ الورد الذي وردها وأنه يدخل الجنة في الساعة التي دخلها وأنه ليس بخارج منها فدعه يا ملك الموت.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني