الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صلاة الجماعة في المسجد الذي تمارس فيه البدع

السؤال

لدينا إمام في الجامع القريب من منزلنا يأمر بأن تصلى سنة الجمعة القبلية والذي لا يصليها يصبح في عداد المشبوهين ونحن نخشى على أنفسنا منهم هل لنا أن نجاريهم علما أن المسجد الذي أتحدث عنه كل البدع التي حذر منها العلماء يقومون بها من الأذكار العلنية إلى استعمال الدف داخل المسجد إلى التصافح عقب الصلاة ويقول كل واحد للآخر تقبل الله...إلخ هل لي أن أترك صلاة الجماعة في هذا المسجد واصلي بأهلي جماعة.

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

الراجح أن صلاة الجمعة ليس لها راتبة قبلها، ومن دخل المسجد قبل الصلاة فليس له أن يجلس قبل أن يصلي تحية المسجد، وله أن يصلي ما شاء أو يشتغل بالذكر أو القراءة حتى تبدأ الخطبة.

ولا يحق لمن يقلد القائل من أهل العلم بأن للجمعة راتبة قبلية أن يجبر غيره على هذا الرأي، ومن كان في مسجد تمارس فيه بعض البدع فعليه أن ينكر إن استطاع، وإلا فهو معذور، لكن يتجنبها، ولا يتخلف عن الصلاة في الجماعة إلا إذا وجد جماعة في مسجد آخر لا تمارس فيه البدع.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق أن أوضحنا في الفتوى رقم : 55914 أن الراجح أن صلاة الجمعة ليس لها راتبة قبلها، لكن لا يعني ذلك أن من دخل المسجد قبل الصلاة يجلس ولا يصلي، بل يستحب له أن يصلي تحية المسجد ركعتين، وله أن يصلي ما شاء أو يشتغل بالذكر أو القراءة حتى تبدأ الخطبة، وليسر بذلك لئلا يخلط على المصلين. ثم إذا كان الإمام ممن يقلد بعض أهل العلم الذين يرون أن للجمعة راتبة قبلية فليس له أن يجبر غيره على هذا الرأي، فإن فعل ذلك فقد خالف سبيل السلف والخلف من الأئمة من عدم التعرض للمخالف في الفروع بمثل هذه الطريقة.

أما ما يتعلق بالبدع التي تمارس في المسجد مثل استعمال الدف وغيره فالواجب على المسلم إنكارها حسب استطاعته عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطيع فبلسانه، فإن لم يستطيع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. رواه مسلم.

وإذا لم تجد جماعة تصلي معها غير هؤلاء فلا تتخلف عن صلاة الجماعة معهم، ولكن لا تحضر تلك المنكرات التي أشرت إليها. وللفائدة راجع الفتويين رقم: 57734، 8063.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني