الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرضى بما قدر الله وقسم من الأرزاق

السؤال

أنا مهندس وأعمل في دول الخليج وتعرفون أن دول الخليج هي فرصة جيدة يحلم بها كل شاب، ونحن مجموعة من المهنسين الأصدقاء سافرنا سوية إلى الخليج وكل منا أخذ طريقه وبدأ يبحث عن عمل وبعد فترة التقينا وإذ بنا نتفاوت بالرواتب بشكل كبير تصل إلى حوالي الضعف، وهذا التفاوت طبعاً نتج عن أن صاحب الراتب القليل كان خائفاً من الفشل وقد رضي بأول فرصة والتزم مع أصحاب العمل وذلك نتيجة ظروفه الصعبة، في بلده لذلك كان خائفاَ من الفشل وإيجاد العمل، أما ذلك الذي لم يخف من الفشل وظل يبحث عن عمل حتى وجد عملا مناسبا وجيدا وعندها صار الذي رضي بالقليل يلوم نفسه ويقول إنني قصرت وخفت وإن الله لا يحب الجبناء والسؤال أننا نعلم أن الرزق على الله وهو محدد والأمر منته، ولكن هل لحسن التدبير والبحث عن الرزق أي علاقة بهذا الرزق وكميته فأفيدوني أفادكم الله؟

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

على المسلم الرضى بما قسم له، ولا حرج له في السعي في المزيد من الخير، ولكن توظيف وقته بما يفيده ولو قل مع توقانه للمزيد من الخير أفضل من بقائه جالساً ينتظر مرتباً عالياً.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن على المسلم أن يرضى بما قدره الله وقسمه من الأرزاق ويحمد الله، ومما يعين على الحمد والرضى أن ينظر إلى من هو أسفل منه، لما في الحديث: انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظر إلى من هو فوقكم فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم. رواه مسلم. وفي الحديث: وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس. رواه أحمد وحسنه الألباني.

ولا حرج على المسلم أن يحرص على المزيد من الخير لما في الحديث: احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز. رواه مسلم. واعلم أنه لا ضير في شغلكم بمرتب قليل ريثما تتوفر فرصة أحسن، فقد يكون هذا أفضل من بقاء الرجل جالساً لا شغل عنده وربما يحتاج للآخرين، لما في حديث البخاري: لأن يأخذ أحدكم أحبله ثم يأتي الجبل فيأتي بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها فيكف الله بها وجهه خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه. وراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 48719، 60327، 104118، 66358، 58722.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني