الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف الزوج من الزوجة الناشز

السؤال

كان أخي يبحث عن زوجة متدينة وبعد عقد قرانه بدأت أمها تحدث المشاكل وتريد أن تسيطر عليه وتقول لأمي يجب إذا أمرته بشيء يقول سمعا وطاعة وكثير مثل هذه العبارات فلم يع لها لأن البنت لم تخطئ.ولا يريد ظلمها لفعل أمها وقبل الدخول بأيام وبعد أن اتفقا على كل شيء وأنه ليس بيننا(قائمة منقولات).طالبوه بكل ما في المنزل ووقع عليها بعدا عن المشاكل, وبعد الزواج بأسبوع اتهمتنا بالسرقة وقالت إنها افتقدت بعض الأشياء من جهازها الخاص, وبالتالي كانت سليطة اللسان مع أمي. وحين شكي لوالدها قال هذه مسحورة وليس هي من يتكلم. قال إذن خذها عندك وحين تعالجها نستردها فرفض وتأدبت البنت فترة من الزمن لا تتجاوز الاربعة أشهر فقد تأخر حملها حتى حملت وبدأت تتعجرف مرة أخرى وكلما حدثت مشكلة قالت طلقني طلقني وأحيانا تضرب في بطنها تخويفا لزوجها بإنزال الجنين وفي مرة وبعد أن أهانت أمي ورفعت صوتها عليها ووالدي جالس فقام وطردها(علما أنها تسكن في نفس العمارة)فذهبت لشقتها وقامت تبكي وتصرخ لأخي طلقني (لو كنت رجل ابن رجل طلقني ) فكتم هذا كله أخي حتى لا يؤذيها ثم أجهضت وكان الجنين قد مات من أسبوعين فأخذتها أمها دون استئذان أخي وقالت لامي أن هذا من شغل المنزل وأنه من كثرة مشاكلكم وأنها ضعيفة منذ أن تزوجت لأنك تجيعها.
وليس للصحة في هذا الكلام من شيء فالبنت كما هي والإجهاض قالت المعالجة إنه احتمال أن يكون هذا من فيروس القطط أو من كثرة أكل المعلبات.أما عن شغل المنزل فهي كسولة جدا. نعم كانت تحدث مشاكل ولكن من أخلاقها السيئة من بخل وسوء أدب.
وبعد العملية حملها زوجها (كانت لازالت في البنج) وأودعها في منزل أهلها مع أهلها طبعا وخرج وأحضر ما كتب لها من علاج وكان الوقت متأخرا مع معاملة أمها السيئة أنك أنت سبب ما بها فاعتذر وعاد للمنزل وهي لا تزال فاقدة الوعي. وفي اليوم التالي ذهب أخي ليزورها عند أمها فوجد مقابلة سيئة للغاية وهي عابسة حزينة لا تتحرك من مكانها تتأوه حتى دخل خالها فقامت وكأن لم يكن بها شيء.
وكانت قد قالت لزوجتي هاتفيا أنا لن أرجع حتى أسترد صحتي بالكامل, وأن أمها تكره زوجها(أخي)منذ تقدم لخطبتها وتحاول أن توقف زواجهما وأيضا هذا لسحر بأمها..
في آخر المشوار ذهب أخي بعد أن ضاقت نفسه منها ليتحدث مع أبيها فوجدهم جميعا ينتظرونه وخاصة أمها بكل وحشية تصرخ في وجهه وتسب وتعيب في أمه وأهله وفيه خاصة و... حتى أخرجها زوجها من المجلس وأما عن زوجته فكانت بكل ثقة في صف أمها, وإذا حكى أخي ما تفعل لأبيها قالت كذاب كذاب لزوجها وأمام أهلها وكلنا نشهد بما فعلت وأما والدها فيقول كالعادة مسحورة ليس هي من يتكلم. وحين انتهى النقاش وخالها جالس لم يتكلم وهممت بالخروج قالت أمها بأعلى صوت وهي بالداخل. (لو كنت رجل فأرينا ماذا ستفعل)، ولما أخبر صديق له بما حدث وأنه ينوى فصلها عن حياته فقال هذا أفضل فقد كانت تشتكي منك ومن والدتك لزوجتي وتخرج أسرار منزلك.
أما عن تدينها والتزامها الذي سمعنا قبل الزواج فهي لا تحافظ على صلاتها في وقتها ويدخل عليها وقت الصلاة فوق الأخرى ثم تجمع ولم تكن مشغولة بل تتسلى باللعب مع أطفالي أو تتفرج على التلفاز الذي أخرجه زوجها من شقته لكثرة جلوسها أمام الأفلام العربية والأجنبية وتركه لأمي حتى تستفيد من القنوات الدينية وتتعطر وهي خارجة وإذا نصحها أحد أو اعترض كذبت وقالت إنها لم تضع ورائحتها تفوح وعن لباسها خارج المنزل كثيرا ما تترك القفازين وهي قبل العقد لم تكن مغطية لوجهها بل غطته حتى يتم الزواج ولأننا نساءنا منتقبات ولم تقتنع بوجوبه بعد محاولات في إقناعها تجلس مع أبناء خالها البالغين أو أي رجل عرفته قبل النقاب وبعد هذا كله حكى أخي ما به وما يراه منهم وأن هذه الزوجة لا تقوم بأي من أعمال المنزل لاغسل ملابس ولا تنظيف ولا طبخ حتى أن ملابسه تتسخ لدرجة أن زملاءه بالعمل يتحدثون عنه, ولا تصحو من نومها إلا بعد الظهر وقبيل رجوعه من العمل فالطعام تعده أمه لانها لا تعرف كيفية الطهي وقد نصحها كثيرا أن تصحو مبكرا وتتعلم من أمه ولكن دون جدوى, وإذا غضبت منه رمت كل أغراضه الخاصة في الأرض وتهينه بأفعال حقيرة وكان يسكت لأنه يعلم جيدا ما سيحدث لو علم والده ولا يريد أن يخرب عليها (خاصة أنه غير ميسور وكل ما يدفعه للسكوت أنه ليس هوه من جهز هذا الجهاز وليس المهر هو من دفعه, ولو طلق كل هذا على حساب إخوانه ووالديه وسيتزوج أخرى على حسابهم أيضا فكان يتحمل لضيق الحال فقط) والآن هل هذه زوجة ناشز؟
بعد أنت شتمت زوجها وأهله أمام أهلها وطلبت الطلاق عدة مرات ولا تريد عمل أي من أعمال المنزل وكل طلب لزوجها مرفوض فإما أنها لا تستطيع أو أنها لم تتعود على فعل هذا. ماذا لها من حق إذا طلقها؟ وهل يحرم عليه أن يعلقها حتى تطلب خلعا؟ فهي حتى الآن مكثت عنده 6 أشهر أرته فيه أسوأ امرأة,هل بعد هذا إذا انفصلا تأخذ كل ما كتب بالقائمة؟أم أنها ناشز لا تستحق ذلك؟ ما هو حقها الشرعي عند الانفصال؟ وهل طلبها الطلاق في الوقت السابق يجيز تطليقها كخالعة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فجملة ما ذكر من حال الزوجة دليل على نشوزها وإساءتها لعشرة زوجها فهي آثمة، وكذا من أعانها على ذلك من أهلها. وللزوج منع الطلاق عنها حتى تفتدي منه وتخالعه. فإن اختار أن يطلقها فلها جميع حقوقها كباقي مهرها ونحوه، وأما النفقة فلا تجب لها مادامت ناشزا وخارجة على طاعة زوجها، وطلبها السابق للطلاق لا يعتبر خلعا ما لم تصرح بالخلع وتطلبه، وتقبل بدفع عوضه أو تتنازل عن حقوقها في مقابله. ولوجود الخصام وتعقيد المسألة ينبغي عرضها على أهل العلم مباشرة إن لم توجد محاكم شرعية.

وللمزيد مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية:59390، 9746، 9494.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني