الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صدق الإلهام مؤشر على الصلاح

السؤال

امرأة من مدة قصيرة بدأت تغسل الأموات وهي إن شاء الله أمينة والكل ارتاح لهذه المرأة ولا يطلبون لتغسيل موتاهم إلا هي تقريبا . المهم أن هذه المرأة أصبح يأتيها حدس من الليل أنه غدا سوف تطلب لتغسيل ميتة ما.. حتى أنها أحيانا ترى الميتة في منامها من قبل أن تعلم أن هناك ميتة ترى شكلها حتى أنها رأت في منامها قبر إحدى المتوفيات ورأت مدخل بيتها وعندما ذهبت في اليوم الثاني لتغسيل هذه الميتة دهشت بأن ما شاهدته في المنام طابق الحقيقة فهي قلقه من هذه الناحية ؟

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

ما ذكرته عن تلك المرأة من الأمانة وصدق الإلهام والرؤى تعتبر مؤشرات على صلاحها، وليس فيه ما يبعث على القلق.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالرؤيا التي تتحقق في اليقظة بالنسبة للشخص المستقيم في دينه تعتبر بشرى له، ففي حديث البخاري: لم يبق من النبوة إلا المبشرات، قالوا: وما المبشرات؟ قال: الرؤيا الصالحة. وفي رواية: إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له. وفي حديث آخر: إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب. رواه البخاري ومسلم.

كما أن الله تعالى قد يلهم بعض عباده شيئا من الأمور الغيبية. والأصل في إثبات الإلهام والتحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم: إنه قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم محدثون، وإنه إن كان في أمتي هذه منهم فإنه عمر بن الخطاب. متفق عليه.

وعليه، فما ذكرته عن هذه المرأة من الأمانة ورضى جميع الناس عنها، وما ظهر من صدق إلهامها ورؤاها أن هذه الأمور تعتبر مؤشرات على صلاحها.

ومع هذا فإنه لا ينبغي القطع لها بذلك؛ لأن بعض هذه الأمور قد يحصل لمن هو غير مستقيم.

وعلى أية حال، فإن ما ذكرته ليس فيه ما يبعث على القلق؛ لأنه يدل على الصلاح ما دامت صاحبته مستقيمة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني