الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المرتكز الذي فسر النبي القرأن الكريم على أساسه

السؤال

سؤالي يتمحور حول شرح رسول الله صلى الله عليه وسلم للقرآن الكريم,هل كان شرحه مرتبطا بالثوابت في عهده قابلا للتغير بتغير الزمان والمكان والأحداث وظهور أشياء جديدة وجب التماس المرجع في الكتاب والسنة لها. أم أن هذا الشرح كان شموليا صالحا لكل زمان ومكان غير قابل للاجتهاد والتأويل.وأريد أن أعرف هل شرح الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن كاملا لأصحابه فإن كان كذلك فكيف شرح الآيات التي تدل على الحقائق العلمية التي لم يثبتها العلم إلا حديثا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الناس في زمن النبي- صلى الله عليه وسلم- لم يكونوا يحتاجون إلى تفسير القرآن الكريم احتياج من بعدهم؛ لأن التفسير يرتكز أساسا على ورود النص ودلالته؛ فمن ناحية الورود: الناس في ذلك الوقت يشاهدون نزول الوحي ويعايشون الأحداث والوقائع.. فلا يحتاجون إلى إثبات شيء من ذلك.

ومن ناحية الدلالة: فجلهم- إن لم نقل كلهم- كانوا عربا فصحاء بالسليقة لا يمترون في مدلولات الألفاظ وأساليب لغة العرب (لغتهم الأصلية) التي نزل بها القرآن وهم مع ذلك على الفطرة السليمة لم تتلوث عقولهم الصافية بالأفكار والفلسفات الأرضية التي كدرت عقول غيرهم

ولمعايشتهم لرسول الله-صلى الله عليه وسلم- ومراحل الدعوة وفهم روح الإسلام ومقاصده.. لم تكن لهم حاجة إلى تفسير القرآن.

ولذلك كان تفسير النبي- صلى الله عليه وسلم- للقرآن الكريم مركزا على الجانب العملي أكثر من النظري ؛ يطبقه في حياته وفي واقع الناس؛ فكان خلقه القرآن وعمله القرآن، وهكذا كل شيء في حياته مصداقا لقول الله تعالى "وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون" فبين صلى الله عليه وسلم ما يحتاج إليه بالقول وهو قليل، ولكن البيان العملي كان هو الأساس.

وكان صلى الله عليه وسلم يكلم الناس على قدر عقولهم وحسب واقعهم وما يفهمون..

ولهذه الأسباب وغيرها فإن القرآن الكريم لم يفسر في عهد النبي- صلى الله عليه وسلم- ولا في عهد خلفائه الراشدين تفسيرا شاملا لكل ما تحتمله دلالات ألفاظه.

وبما أن القرآن الكريم كلمة الله الأخيرة إلى الناس كافة ومعجزة الإسلام الخالدة فإن معانيه تظهر للناس وتتجدد في كل زمان وكل مكان وعلى أيدي من رزقهم الله تعالى حسن فهمه وفتح لهم من علومه.. وهذا الفهم هو ما أشار إليه سيدنا علي- رضي الله عنه- عندما سئل هل خصهم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بشيء أو عندهم شيء ليس عند الناس؟ فقال: لا، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما عندنا إلا ما في القرآن أو فهما يعطيه الله رجلا في القرآن. وللمزيد انظر الفتويين:14652، 74391.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني