الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الراجح في الموسيقى والغناء

السؤال

نشكر جميع علماء الدين بما فيهم أنتم على ما تقدمونه للعالم والإسلام من مجهودات في سبيل إصلاح حال الأمة... عندي وجهة نظر خاصة بشأن الأغاني والموسيقى فمع احترامي الكامل لكم أرى أنكم تبالغون في تحريم الموسقي والغناء, فعندما بحثت في هذا الموضوع لم أجد دليلا على تحريم الموسيقى، وكل الأحاديث التي وردت فيها ضعيفة، ومن المعروف أن الأحاديث الضعيفة لا يعتد بها في الفتاوي... كما أنكم تحتجون بقوله تعالي: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث) فعندما قرأت أسباب نزول هذه الآية وجدت أنها لم تقصد الغناء في حد ذاته وإنما كانت تقصد الناس الذين فضلوا الاستماع للأغاني عن القرآن والكلام الباطل عن الحق والله أعلم... وتحتجون بقوله تعالى: (والشعراء يتبعهم الغاوون) فهنا لم يقصد الشعر في حد ذاته وإنما كان يقصد الشعراء الكفار وضلال الإنس والجن والله أعلم... ثم أن للإنسان خمس حواس وكل حاسة لها لذة خاصة تتلذذ بها, فالعين ترى الأشياء الجميلة والألوان الجذابة وغيرها والأنف يشتم الروائح الطيبة واللسان يتذوق ما لذ وطاب والأذن كذلك تسمع ما يبعث البهجة والسرور وما يريح القلوب مثل الاستماع للقرآن الكريم الذي هو خير شفاء للناس وكذلك الموسيقى الهادئة التي أثبت العلم بأنها تريح الأعصاب... والله أعلم، عموما أنا لست عالما ولا شيخا ولا مفتيا وإنما طالب علم وليس لدي من العلم ما أفاضل به بين العلماء, فهذه المسألة حدثت فيها اختلافات بين أهل العلم ولا أستطيع التمييز بين كل عالم وآخر, افتوني في أمري أفادكم الله, هل أنا على خطأ أم على صواب؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنشكرك على الاتصال بنا وعلى حسن انطباعك عن مجهودنا، ولعلك اطلعت على فتاوى صادرة من غيرنا أيضاً في هذا الموضوع ووجدت فيها استدلالات ضعيفة، وأما نحن فلم نستدل قط بآية الشعراء على تحريم الغناء، وأما آية لقمان فقد نقلنا حلف ابن مسعود رضي الله عنه على أن المراد بها الغناء، وقد روى الحديث عنه بذلك الحاكم في المستدرك وصححه ووافقه الذهبي.

وأما الأحاديث التي نستدل بها فنحن دائماً نبين تخريجها ولا نعتمد في العادة على الأحاديث الضعيفة، وقد بينا النصوص في ذلك مع كلام أهل العلم والراجح في المسألة في الفتوى رقم: 54316، والفتوى رقم: 66001 فراجعهما ففيهما بيان تخريج الأحاديث المعتمد عليها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني