الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حول قوله تعالى: اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله..

السؤال

قال تعالى: اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله والمسيح ابن مريم.. بين النبي -عليه الصلاة والسلام- لعدي بن حاتم أنَّ المقصود باتخاذ الأرباب في الآية ليس الاتخاذ المباشر والعبادة الصريحة، وإنما ربوبية الطاعة في التحليل والتحريم.
فلماذا عطفت الآية على المسيح بن مريم الذي اتخذه النصارى ربًا وإلهًا لهم؟ وإذا عطفنا الجملة على المسيح أصبح معنى الآية (أطاعوا المسيح في الحلال والحرام، وهذا لا نكارة فيه). فكيف ترون ذلك؟ وفقكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فليست عبادتهم لعيسى عليه الصلاة والسلام في أمور الطاعة فيما ثبت عنه من الوحي، بل كانت في اتخاذه ربًا معبودًا، وجعلهم إياه ابنًا لله، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا، وهذا أخطر من مجرد الطاعة في التحليل والتحريم. قال الألوسي في تفسيره: والمسيح ابن مريم عطف على رهبانهم بأن اتخذوه معبودًا، أو بأن جعلوه ابنًا لله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني