الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجوب نفقة الأب على بناته وتوفير سكن لإقامتهن

السؤال

أود أن أسألكم عن حالة بنات عمتي حيث إن والديهم مطلقان وأبوهم متزوج من امرأة غير أمهم وهذا ما أدى إلى حدوث الطلاق بين الأم والأب لأن الأم لم تحتمل المعيشة مع الأب فقد كانت حياته صعبة معه جدا منذ البداية فقد كان يشتمها ويشتم دينها عند كل مشكلة صغيرة أو كبيرة وبعد عشر سنوات من الزواج أصيب الأب بالشلل نتيجة محاولته ورفاقه رمي أنفسهم من أماكن عالية في البحر فسقط في إحداها على رأسه وأصيب بالشلل ورغم ذلك ظلت الأم بجانبه هي والأولاد (بنات خالتي) وظلوا يقومون برعايته من إطعامه إلى غسيله إلى إدخاله للخلاء حتى ومساعدته في قضاء حاجته ورغم ذلك إلا أن الأب تابع شتائمه المستمرة والكثيرة للأم والأولاد لتفكيره أن بعد شلله فإن الشتائم هي ما يظهر قوته وهيبته وأتبع ذلك آخر بأن تزوج على الأم التي في النهاية لم تحتمل أن تطيق العيش تحت نفس السقف مع الأب وزوجته الجديدة فحصل الطلاق بعد زواج دام 24 سنة نتج عنه ثلاث بنات، علما أن الأب كان قد طلق الأم خلال زواجهم ما يفوق ال 11 مرة ومن ثم يعود إليها, كما أنه وقبل شلله كان يسكر ويسهر مع بنات أخريات وكانت الأم تتحمل وتحاول أن تعيده إلى الصراط المستقيم ، وعند حصول الطلاق أجبر الأب الأم عن التنازل عن كل حقوقها من أجل أن يطلقها لا وبل سرق مالها الذي كان مخبأ عنده رغم أن بحوزته الملايين وهنا أخطأت الأم بخروجها من المنزل وتنازلها عن حقوقها من أجل أن تأخذ الطلاق وتترك هذا الجحيم رغم تحذيرات أهلها المتكررة لها بألا تترك المنزل قبل أن تأخذ حقوقها.
وهنا بدأت المشكلة الحقيقية بأن البنات قد خرجن مع أمهن من المنزل وسكن معها في بيت أختها أي خالتهم المهاجرة رغم أن الأب يملك ثلاثة منازل غير مسكونة، وبعد ذلك والأم لا تملك أي مصدر للعيش بعد ذهاب أموالها وصيغتها بالكامل وجنون الأب الذي أراد عودة أولاده ليسكنوا معه وزوجته الجديدة وإلا سيقطع المصروف عن بناته وتركهن بدون أية مساعدة فتوصلوا لاتفاق بأن تذهب كل بنت إلى بيت أبيها يومين في الأسبوع مقابل أن يعطيهم مبلغا زهيدا كل شهر مع العلم أنه يملك الأموال الطائلة
ولكن والآن وبعد حدوث الطلاق بأربع سنوات فقد طلب البنات من أبيهن بأن يكن في أحد بيوته الفارغة مع أمهن لأن خالتهم ستعود وبالتالي سيصبحون بلا مسكن وأن يزيد لهم المصروف قليلا بسبب الغلاء مع العلم بأن الأب كان يدعي دائما بأنه يصرف على بناته كما يصرف على بيته وزوجته وهو كاذب لأنه كان يصرف على بيت بناته حوالي 300 $ شهريا بينما يضع هذا المبلغ على عزائمه اليومية التي يجريها في منزله.
وهنا السؤال هل على الأب شرعا أن يعطي بناته وأمهن مسكنا وأن يزيد في مصروفهن أم لا ؟
وإذا كان الجواب بالنفي فما هي حقوقهن الشرعية عليه ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن واجب الأب النفقة على بناته نفقة كافية تفي بحاجاتهن، ويجب عليه أن يوفر لهن سكنا أو أجرة سكن، إذ المسكن من النفقة، وانظر الفتوى رقم: 24435.

وتراجع الفتوى رقم: 94633، لمعرفة ما يترتب على سب أو شتم الدين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني