الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السورة والآية في اللغة والشرع

السؤال

ما تعریف الآية والسورة في اللغة والشرع؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالسورة هي في الاصطلاح الشرعي مجموعة آيات من القرآن محدد أولها وآخرها توقيفًا، ومن مجموع السور يتألف القرآن، والآية كلمة أو مجموعة كلمات من القرآن تتألف منها السورة.

واختلف العلماء في اشتقاق كل منهما، وأصله في اللغة ..

قال ابن كثير رحمه الله في التفسير: واختلفوا في معنى السورة: مِمَّ هي مشتقة؟ فقيل: من الإبانة والارتفاع. قال النابغة: ألم تر أنَّ الله أعطاكَ سورَةً ... تَرَى كُلَّ مَلْكٍ دُونها يَتَذَبْذَبُ.

فكأن القارئ يتنقل بها من منزلة إلى منزلة، وقيل: لشرفها وارتفاعها كسور البلد.

وقيل: سميت سُورَةً لكونها قِطْعةً من القرآن وجزءًا منه، مأخوذ من أسآر الإناء وهو البقية، وعلى هذا فيكون أصلها مهموزًا، وإنما خففت فأبدلت الهمزة واوًا لانضمام ما قبلها.

وقيل: لتمامها وكمالها لأن العرب يسمون الناقة التامة سُورَةً.

قلت: ويحتمل أن يكون من الجمع والإحاطة لآياتها كما سُمِّي سورُ البلد لإحاطته بمنازِلِه ودُورِه، والله أعلم.

وجمع السورة سُوَرٌ بفتح الواو، وقد تُجمع على سُورَاتٍ وسُوْرَات.

وأما الآية فمن العلامَةِ على انقطاع الكلام الذي قبلها عن الذي بعدها وانفصاله، أي: هي بائنة من أختها. قال الله تعالى: { إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ } [البقرة : 248] ، وقال النابغة:

تَوَهَّمْتُ آياتٍ لها فَعَرفْتُها ... لستَّةِ أعوامٍ وذا العامُ سابعُ

وقيل: لأنها جماعةُ حروفٍ من القرآن وطائفة منه، كما يقال: خرج القوم بآيتهم، أي: بجماعتهم. قال الشاعر:

خَرَجْنَا من النَّقبين لا حَىَّ مِثلُنا ... بآيتنا نزجِي اللقاحَ المَطَافِلا

وقيل: سُمِّيت آيةً لأنها عَجَبٌ يَعْجِز البشر عن التكلّم بمثلها.

قال سيبويه: وأصلها أَيَيَة مثل أَكَمَة وشَجَرَة، تحرَّكت الياءُ وافتتح ما قبلها فقلبت ألفًا فصارت آية، بهمزة بعدها مدة.

وقال الكسائي: آيِيَة على وزن آمِنة، فَقُلِبت ألفًا، ثم حُذفت لالتباسها.

وقال الفَرَّاء: أصلها أَيَّة -بتشديد الياء-فَقُلِبَت الأولى ألفًا، كراهيةَ التشديد فصارت آية، وجمعُها: آىٌ وآياىٌ وآياتٌ. اهـ

وفي تفسير القرطبي: قال أبو عمرو الداني: ولا أعلم كلمة هي وحدها آية إلا قوله في الرحمن " مدهامتان " لا غير.... فإن قيل : فكيف يسمى ما جاء من حروف الهجاء في الفواتح على حرف واحد نحو " ص " و " ن " حرفا أو كلمة ؟ قلت: كلمة لا حرفا، وذلك من جهة أن الحرف لا يسكت عليه، ولا ينفرد وحده في الصورة ولا ينفصل مما يختلط به، وهذه الحروف مسكوت عليها منفردة منفصلة كانفراد الكلم وانفصالها، فلذلك سميت كلمات لا حروفًا. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني