الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجزئ الاقتصار على مسح أعضاء الوضوء

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 25 سنة لست مسلمة ولكن وبفضل الله أعلنت إسلامي بالسر المشكلة تكمن بأنني أولا أخطأت جدا في حياتي و لا أستطيع غفران هذه الأخطاء وذلك لأنني كنت أتوب وأعود لنفس الأخطاء تبت أكثر من مرة ولكن للأسف كنت ضعيفة أمام رغباتي..
والسبب الثاني أنني لا أستطيع القيام بأداء عباداتي بشكل صحيح وذلك لأن المنزل قديم ومكان الوضوء قريب جدا من غرف النوم وسوف يلاحظونني وأنا ذاهبة للوضوء ولا أستطيع القيام بأي عبادة وأنا بالمنزل حتى أنني ليس لدي غرفة خاصة هل أستطيع الوضوء بقليل من الماء مثلا لو وضعت كأس ماء بقربي بالليل واكتفيت بهذه الكمية بحيث أمسح مسحا هل تكون صلاتي مقبولة وخصوصاً الفجر لأن الوضوء ذلك الوقت سيكون ملحوظاً..
شكرا لكم والرجاء الإجابة عن سؤالي بأقرب وقت لأنني غير راضية ابدأ عن عباداتي أرجوكم ساعدوني؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنهنئك على إعلان إسلامك ودخولك فى هذا الدين الخاتم للأديان السماوية والذي جعله الله تعالى سبب سعادة الدنيا والنجاة في الآخرة، وهو الدين الذي لا يقبل الله تعالى دينا سواه كما قال تعالى : وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ {آل عمران:85}.

ثم اعلمي أن الله تعالى يتقبل توبة من تاب من عباده بل ويفرح بها، قال الله تعالى: هُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ{الشورى:25}

فجاهدي نفسك فى سبيل الاستقامة على أوامرالله تعالى والابتعاد عن معاصيه، واجتهدي في الدعاء وابحثي عن الرفقة الصالحة من النساء لتدلك على الخير وتعينك على مواجهة الفتن والمغريات، وإذا وقعت فى معصية فجددي التوبة، واعزمي على عدم الرجوع إليها وأكثري من الأعمال الصالحات ولاتقنطي ولاتيأسي، وراجعى الفتوى رقم: 97122، والفتوى رقم: 77561.

واجتهدي في إتقان العبادات وتعلم أحكامها مع القيام بها خارج المكان إن تعذر عليك القيام بها داخله.

وإذا كان كأس الماء يكفي لغسل أعضاء الوضوء فهو مجزئ والصلاة صحيحة، ويكفى سيلان الماء على العضو ولا يشترط أن يتقاطر عنه، وأما مجرد المسح فقط فلا يجزئ، فإذا كان ذلك الكأس لا يكفي للوضوء فخذي ماء أكثر منه بحيث يتحقق به الوضوء على الصفة التي ذكرناها، وإذا كنت في بيئة لا تستطيعين فيها إقامة شعائر دينك فيجب عليك أن تبحثي عن مكان تسكنين فيه وتتمكنين فيه من إقامة دينك، وينبغي أن تبحثي عن صحبه صالحة تعينك على تعلم دينك وتثبتك، فالمؤمن قوي بإخوانه كما ينبغي أن تبحثي عن زوج صالح .

وراجعي الفتوى رقم: 53554.

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني