الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فرح الله بتوبة العاصي

السؤال

هل في هذه الإسرائيلية ما يتعارض مع تعاليم ديننا ؟؟؟؟ســأل مـوسى عليـه السـلام ربـه يومـاً يـارب.. مـاذا تجيـب عبـدك العــاصي إذا نـاداك قـائلاً يــارب ؟؟ فقـال المـولى سبحـانه وتعـالى لنبيّـه مـوسى يـا مـوسى.. أقــول: لبّيـك عبـدي لبّيـك عبـدي لبّيـك عبـدي ..ثـلاثـاً ثم سـأله مـوسى: يـارب..ومـاذا تـرد إذا نـاداك عبــدك الصــالح قـائلاً: يـارب ؟ فقـال المــولى سبحــانه وتعــالى: يامــوسى.. أقـول: لبّيـك عبـدي فقـال مــوسى عليـه الســلام: يـارب.. نـاداك عبـدك العـاصي فقـلت لبّيـك عبـدي ثـلاثاً.. ونـاداك الصـالح فقلـت لبّيـك عبـدي واحــدة ؟ فقــال المـولى عـز وجـل: يـامــوسى.. حينمـا نـاداني عبـدي الصـالح اعتمــد على عملـه.. وحينمــا نـاداني عبـدي العــاصي اعتــمد على رحمـتــي ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا نرى فى هذه الإسرائيلية ما يتعارض مع تعاليم ديننا الحنيف، ذلك أنها تفيد أن الله تعالى يُقبل على العبد العاصي الذي يطلب العفو والرحمة مفتقرا إليه متوسلا إليه بمحض الافتقار فأحب الله منه ذلك، ولا غرابة في أن يعطي الله العبد إن كان هذا حاله ما لا يعطيه من أطاعه وركن إلى عمله ، وقد وردت أحاديث صحيحة تؤكد حب الله للتائبين . ففي الصحيحين وغيرهما واللفظ لمسلم، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك. أخطأ من شدة الفرح.

وقال صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم. رواه مسلم من حديث أبي هريرة.

وقال صلى الله عليه وسلم في حديث قدسي: يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي... الحديث رواه الترمذي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني