الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التعامل مع الأخ الشقيق المسيء

السؤال

أنا صاحبة الفتوى رقم 108278 بتاريخ 11 جمادى الأولى وأنا فهمت أنه أصبح واجبا أن أرد ثمن الموبايل لأخي وليست أم زوجي وذلك لعدة أسباب 1 أنها ماتت من شهور 2- أنني بعت الموبايل أثناء الأزمة بأقل من سعره لأنها كانت استعملته ورجعته بناء على طلب أخي بأخذ ثمن الموبايل منها وهي ساعتها اعتذرت أن ليس معها فلوسه حاليا وأنها لم تطلب من أخي شراء شيء لهل هي فقط طلبت أن يسأل عن ثمنه وبناء عليه رجع لي لما لم يعجبها كلامنا(أما الدفع أو إرجاع الموبايل) 3- وسؤالي أصبحت كما قلتم أنا الضامن أم زوجي في موضوع لم أطلب من حد أن يشركني فيه من البداية وأنه واجب علي الرد فلوس أخي 4- أخي هذا ورطني معه في أشياء كثيرة أرسلتها لكم من قبل وفى كل مرة تخبروني أنني مشاركة في التصرفات وأنه على أن أتحمل فيها جانبا وحتى أصبحت لا أطيق هذا الأخ ولا هو يطيقني وأنا أدركت بعد كل ما حل بي من خراب وفشل واستغلال أنه لا لوم عليه . 5 -أرجوكم ساعدوني كيف أبعد عن التعامل مع هذا الأخ الذي لا يعرف إلا أن يكون هو المظلوم لأني حياتي كلها خربت بسب التعاملات التي كنت أعملها له بحسن إلى درجة أن لي أولادا في الجامعة يعيروني بذلك لأنه اشتكاني لهم..
أرجو أن ترشدوني كيف يكون المنهج السليم لمعاملة الناس ولله أنا أتقي الله وأعمل كل الفروض وكل الناس يحبني لمعاملتي الطيبة ولكن (بردة بيقولوا علي خائبة) لأني لا أميز ما وراء الأشياء، والله المعين؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأما المشكلة الأولى فبإمكانك أن تحليها بما ترينه مناسبا ما دام ذلك في حدود ما لا يترتب عليه محظور شرعي، وأما المشكلة مع أخيك، فإن كان حاله معك كما ذكرت فيمكنك قصر التعامل معه على مجال الأخوة والرحم دون التعامل معه فيما قد يجلب لك ما يوقعك في الحرج والمشقة، ولا ينبغي أن تتضايقي من كلام الناس إذا أبرأت ذمتك وعملت وفق مقتضى الشرع واجتنبت خوارم المروءة.

وفي حديث الترمذي وغيره: المؤمن غر كريم والفاجر خب لئيم.

والمعنى كما قال الترمذي أنه ليس بذي مكر فهو ينخدع لانقياده ولينه ... فمن طبعه الغرارة وقلة الفطنة للشر وترك البحث عنه وليس ذلك منه جهلا ولكنه كرم وحسن خلق..

وقال المناوي في قيض القدير: إن المؤمن ينخدع لسلامة صدره وحسن ظنه وشرف أخلاقه بخلاف الفاسق فالمؤمن المحمود من كان طبعه الغرارة وقلة الفطنة للشر وترك البحث عنه والفاجر من عادته الخبث والدهاء والتوغل في معرفة الشر.. انتهى.

وخلاصة القول والذي ننصحك به ألا تهتمي كثيرا ببعض ما يقال فالمرء لا يخلو غالبا من مثن عليه وقادح، وإنما يكون شغلك الشاغل هو إرضاء الله عز وجل وامتثال أمره واجتناب نهيه فيما بيينه وبينك وبين خلقه.

وللفائدة يرجى مراجعة الفتوى التالية: 35505.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني