الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

ما حكم أكل البومة؟

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

قد اختلف في إباحة أكل البوم فمن الفقهاء من يعتبره مباح الأكل، ومنهم من لا يعتبره من المباح، ولا شك أن تجنب أكله أولى وأفضل خروجا من الخلاف لاسيما إذا لم تدع إليه الحاجة.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن إباحة أكل البوم محل خلاف بين الفقهاء فمنهم من يعتبره مباح الأكل ومنهم من لا يعتبره من المباح، فممن نص على إباحته صاحب رد المحتار على الدر المختار في الفقه الحنفي. قال: قال في غرر الأفكار: عندنا يؤكل الخطاف والبوم، ويكره الصرد والهدهد. انتهى.

وظاهر المذهب المالكي إباحته لأنه داخل في عموم الطير ولم يستثن من الإباحة كما استثني الوطواط.

ففي مختصر خليل في الفقه المالكي وهو يذكر مباح الأكل من الحيوانات: المباح طعام طاهر والبحري وإن ميتا وطير ولو جلالة وذا مخلب ونعم ووحش لم يفترس كيربوع، وخلد ووبر وأرنب وقنفذ وضربوب وحية أمن سمها وخشاش أرض. انتهى.

ويرى الشافعية والحنابلة عدم إباحة أكل البوم. قال النووي في المجموع في الفقه الشافعي: قال أبو عاصم: والبوم حرام كالرخم. انتهى.

وفي مطالب أولي النهى في الفقه الحنبلي ما نصه: وأشار لمحرم الأكل بقوله: كذئب وثعلب ورخم وبوم وكالفواسق الخمس. انتهى.

ومن هذا يعلم أن إباحة أكل البوم مختلف فيها ولا شك أن تجنب أكله أولى وأفضل لأجل الخروج من الخلاف لاسيما إذا لم تدع له الحاجة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني