الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صلاة الغفلة: تسميتها والأحاديث الواردة فيها

السؤال

هل هنالك صلاة تسمى: صلاة الغفلة في الإسلام؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد استحب كثير من الفقهاء الصلاة بين المغرب والعشاء، وسموا تلك الصلاة: صلاة الغفلة ـ وسبب ذلك أن هذا الوقت هو وقت غفلة الناس عن الصلاة واشتغالهم بما سواها، قال الفقيه ابن حجر في فتاواه: الركعتان بين المغرب والعشاء سنة، فقد صرح الماوردي والروياني بندب صلاة الأوابين قالا وتسمى: صلاة الغفلة لحديث بذلك، وأكملها عشرون، لخبر أنه صلى الله عليه وسلم كان يصليها عشرين ويقول: هذه صلاة الأوابين فمن صلاها غفر له. وكان السلف الصالح يصلونها، قال الروياني والأظهر عندي أنها دون صلاة الضحى في التأكيد. اهـ.

ورويت فيها أحاديث وآثار كثيرة ذكر الحافظ عبد الحق منها جملة، قال جمع: ورويت ستا، ففي الترمذي أنه صلى الله عليه وسلم قال: من صلى ست ركعات بين المغرب والعشاء كتبت له عبادة ثنتي عشرة سنة. وكذا رواه ابن ماجه. لكن بزيادة: لا يتكلم بينهن بسوء. وفي حديث غريب ـ كما قاله ابن منده ـ غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر ـ ورويت أربعا، ورويت ركعتين وهما الأقل فعلم أن تينك الركعتين يسميان صلاة الغفلة وصلاة الأوابين. انتهى.

ووقع النص على استحبابها في عامة كتب الشافعية.

وقال صاحب الفواكه الدواني من المالكية: وَبِالْجُمْلَةِ التَّنَفُّلُ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ مُرَغَّبٌ فِيهِ ـ أَيْ حَضَّ عَلَيْهِ الشَّارِعُ ـ لِمَا قِيلَ: مِنْ أَنَّهَا صَلَاةُ الْأَوَّابِينَ وَصَلَاةُ الْغَفْلَةِ. انتهى.

وأحاديث الصلاة بين المغرب والعشاء عددا معينا من الركعات ـ ستا أو عشرين ـ غير ثابتة، قال في مصباح الزجاجة في الكلام على حديث: من صلى بعد المغرب عشرين ركعة بنى الله له بيتا في الجنة: هذا إسناد ضعيف، يعقوب بن الوليد قال فيه الإمام أحمد: من الكذابين الكبار، وكان يضع الحديث. وقال الحاكم: يروي عن هشام بن عروة: المناكير قلت: واتفقوا على ضعفه. انتهى. وحكم عليه الألباني في ضعيف الترغيب بالوضع.

وأما حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلى بعد المغرب ست ركعات لم يتكلم فيما بينهن بسوء عدلن بعبادة ثنتي عشرة سنة. فقد حكم عليه الألباني في ضعيف الترغيب بأنه ضعيف جدا.

ولكن الصلاة بين المغرب والعشاء مرغب فيها في الجملة، فعن حذيفة ـ رضي الله عنه ـ قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم: فصليت معه المغرب، فصلى إلى العشاء. قال المنذري: رواه النسائي بإسناد جيد، وصححه الألباني.

وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ في قوله تعالى: تتجافى جنوبهم عن المضاجع ـ نزلت في انتظار الصلاة التي تدعى العتمة. رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح غريب، وأبو داود. إلا أنه قال: كانوا يتنفلون ما بين المغرب والعشاء يصلون. وكان الحسن يقول: قيام الليل. وفي هذا آثار عن السلف.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني