الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قراءة الرسائل الخاصة بالغير وأهمية كتم أسراره

السؤال

علمت من خلال الكمبيوتر الشخصي لعمة أولادي (الذي أعطته لنا لاستخدامه) ومن خلال سجل رسائلها أنها كانت قد ارتكبت علاقة آثمة مع أحدهم وأن هناك من كان يهددها بفضح أمرها من خلال تصوير تم دون علمها، كما علمت أن أختها الكبرى علمت بهذا الأمر حينذاك ويتضح أنها كانت الطرف الذي كان يتصل بالشخص الذي كان يهدد أختها الصغرى، كما استنتجت أنه ربما يكون هذا الأمر هو السبب وراء فسخ خطبتها التي كانت قد عقدت بعد هذه الأحداث، ثم إحجامها عن القبول بمن يتقدمون لها فيما بعد، ما هو تصرفي حيال هذا الأمر، هل هو الكتمان التام، أم إخبار أخيها (زوجي) لإحكام قبضته عليها ومنعها من الخروج لساعات متأخرة أو السفر بدون محرم، أم أن أواجهها بما علمت، أم كيف يكون اختلاط أولادي بها، أنا أدعو الله أن يعفو عنها، ولكني أخاف أن يكون تصرف أولياء أمرها معها بتساهل يضرها ويجعلنى آثمة على الكتمان، مع أني أغلب الظن أن الله قد هداها لكن هناك ما لا يمكن إصلاحه، الأهم هل نساعد أمها فى إيجاد زوج لها أم أني أكون قد خدعت هذا الزوج، وهل الحل هو دعوتها لالتزامها وارتداء الحجاب واتباع الصراط المستقيم، دون أن أفضح أمرها أمام أبيها وأخويها الذكور، وإن لم تستجب للدعوة كما أني كنت دائما سلبية في خصوص أمر الدعوة هذا، وأشعر بالذنب لعدم دعوتها للطريق الصحيح قبل ذلك، فهل أنا مذنبة فى قراءتي لرسائلها، أرجو الرد فى أسرع وقت دون تأخير لأن هذا الموضوع يجعلني أبكي كثيراً من الصدمة!؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما كان لك قراءة رسائلها والتجسس على أسرارها، أما وقد فعلت فاستغفري الله عز وجل واكتمي ما رأيت فستر المؤمن واجب، كما أنما ذكرت ربما يكون قرائن وليس بينات قاطعة، ولو افترض أنه بينات قاطعة فقد ذكرت أنه يغلب على ظنك توبتها من تلك الأمور، لكن إن رأيت منها منكراً فعليك نصحها ووعظها لتكف عنه وتتوب منه كما لا حرج في تنبيه ولي أمرها لرعايتها وعدم الإذن لها فيما لا يجوز كسفرها دون محرم أو ترك الحبل لها على الغارب.

وينبغي لك دعوتها إلى الالتزام ومحاولة التأثير عليها وربطها بالصحبة الصالحة التي تعينها على الطاعة وتبعدها عن المعصية، ولا حرج في البحث لها عن زوج صالح يعفها عن الحرام ويرعاها، وليس في ذلك غش له ما لم تكذبي عليه، وأما أولادك فإن كان حالها قد صلح فلا حرج في مخالطتهم لها وإلا فلا تتركيهم يخالطونها، وللمزيد من الفائدة انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 51587، 65614، 16126، 60017.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني