الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الذكر بكلام معين لم يرد بالشرع

السؤال

في أحد المنتديات نزلت موضوعا فيما ينص أن ..
صفحه للدعاء: الإخلاص لله والثناء عليه.
وهو أن تعلم أن الله تعالى واحدٌ لا شريك له ، فردٌ لا مثل له ، صمدٌ لا ندّ له ، أزليُّ قائمٌ أبديٌّ ، دائم لا أول لوجوده ولا آخر لأبديّته ، قيّوم لا يفنيه الأبد ، ولا يغيره الأمد ، بل هو الأوّل والآخر والظاهر والباطن منزّه عن الجسمية ليس كمثله شيءٌ ، وهو فوق كل شيء ، فوقيّته لاتزيده بعداً عن عباده ، وهو أقرب إلى العبيد من حبل الوريد ، وهو على كل شيء شهيد ، وهو معكم أينما كنتم لا يشابهُ قربه قرب الأجسام كما لا يشابه ذاته ذوات الأجرام ، منزّه عن أن يحده زمان ، مقدّس عن أن يحيط به مكان تراه أبصار الأبرار في دار القرار على ما دلّت عليه الآيات والأخبار . حي قادر جباّر قاهر لا يعتريه عجزٌ ولا قُصور ، ولا تأخذه سِنةٌ ولا نوم ، له الملك والملكوت والعزة والجبروت ، خلق الخلق وأعمالهم ، وقدّر أرزاقهم وآجالهم ، لا تحصى مقدوراته ولا تتناهى معلوماته ، عالم بجميع المعلومات لا يَعزَبُ عنه مثقال ذرّه في الأرض ولافي السماوات ، يعلم السرّ وأخفى ، ويطلع علي هواجس الضمائر وخفيّات السرائر ، مُريد الكائنات مدبّر للحادثات ، لا يجري في ملكه قليل ولا كثير ولا جليل ولا حقير خيرٌ أو شر ، نفعٌ أو ضر إلاّ بقضائه وقَدره وحكمه ومشيئته ، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ، فهو المبديء المعيد الفاعل لما يريد ، ولا معقب لحكمه ، ولا رادّ لقضائه ولا مهرب لعبدٍ من معصيته إلاّ بتوفيقه ورحمته ، ولا قوّة له على طاعته إلاّ بمحبته وإرادته ، لو اجتمع الإنس والجنّ والملائكة والشياطين على أن يحرّكوا في العالم ذرّه أو يسكنوها دون إرادته لعجزوا ، سميع بصير متكلّم بكلام لايشبه كلام خلقه ، وكل ما سواه سبحانه وتعالى فهو حادث أوجده بقدرته وما من حركه وسكون إلا وله في ذلك حكمه داله علي وحدانيته . للشيخ العلامة / شهاب الدين محمد بن أحمد الأبشيهي
( المـــوضــــوع ) هذه الصفحة يا أعضائنا الكرام " صفحه للدعاء " ، دعوةٌ تكتبها هنا كل يوم عند دخولك المنتدى يكتب لك الأجر فيها من الله وبإذنه ، أو أن تدعوا على أعداء الله في أرضه ، أو أن تدعوا لغيرك من المسلمين ، أو أن تدعوا لنفسك ................... يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : الدعاء سلاح المؤمن، ويقول : الدعاء يرد القضاء، وقال تعالى في كتابه الكريم: وإذا سألك عبادي عنّي فإنيّ قريبٌ أُجيب دعوةَ الداعِ إذا دعان ، فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلّهم يَرشُدون. وأتمنى من الله العزيز الحكيم أن يقبل دعائكم ويكتب لكم الأجر بإذن الله هل في هذا الأمر بدعة، و جزاكم الله خيرا ..

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن المواظبة على كتابة هذا الكلام مع اعتقاد ترتب الثواب لفاعل ذلك أو بنية استجابة الدعاء بعدها من الابتداع في الدين ولاشك؛ فإنه تخصيص لعبادة وهي الذكر بكلام معين وعلى نحو معين فضلا عن الدعوة إلى ذلك واعتقاد ما لم يشرع على أنه شرع منزل فيه الأجر والثواب.

وعليه؛ فالواجب أن لا تلتفت إلى ذلك وأن تكتفي بذكر اسم الله عند فاتحة أي عمل تقوم به، وإن أردت أن تذكر الله بعد ذلك بما تشاء أو تدعو بما تشاء ولمن تشاء فهو حسن؛ لكن بغير تخصيص هيئة معينة أو كلام معين تعتقد أفضليته ولم يرد بذلك دليل، وبغير أن تقيد ذلك بوقت معين؛ فكل ذلك يوقع في البدع وإن شأن البدعة خطير، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ..... وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. رواه النسائي بسند صحيح، وأصل الحديث في صحيح مسلم.

ثم إننا ننبهك على أمرين:

الأول: أن هذا الكلام المذكور ليس دعاء وليس فيه ما يشبه الدعاء ، بل هي مسائل من مسائل العقيدة ، وهو كلام صحيح لا غبار عليه.

ثانيا : أنه لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ما نسب إليه من قول : الدعاء سلاح المؤمن؛ بل هو حديث موضوع كما في السلسلة الضعيفة للألباني، ولكنه ثبت في الحديث ما يدل على أن الدعاء يدفع البلاء؛ كما في الحديث: الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان. رواه الحاكم وحسنه الألباني.

وأما حديث: الدعاء يرد القضاء، فقد أورده الألباني في ضعيف الجامع بلفظ : الدعاء يرد القضاء ، و إن البر يزيد في الرزق، وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. اهـ

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني