الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تعالجوا أمكم عند من يمارس الشعوذة

السؤال

هناك رجل مسلم لديه جن مسلمون أخذهم عن طريق الوراثة, وهو رجل مصل ولديه مسجد, أراد أبي علاج أمي المسحورة لديه واتصل على هذا الرجل, فسأله الرجل عن اسم والدة أمي وعن اسم والدها وعن اسم أمي؛ ثم اتصل هذا الرجل على أبي وأخبره بما لدى أمي من سحر, علماً بأن أبي لم يخبر الرجل بما لدى أمي من مرض, وقال لأبي سأعطيك ماء زمزم تشربه لمدة أسبوع وستتعالج بإذن الله. ولكن أمي لم تأخذه, نرجو تبليغنا بالحكم في أسرع وقت ممكن لأن صحة أمي تتدهور من سنة إلى سنة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذا الرجل مشعوذ دجال، وكونه له مسجد لا يعني أنه غير مشعوذ، ومن القرائن الدالة على ذلك أنه قد سألكم عن اسم والدة أمكم وأبيها وهذه الأسئلة لا يسألها إلا السحرة والمشعوذون الذين يستخدمون الجن ويتقربون إليهم، أما من يرقي الرقية الشرعية ويعالج بالقرآن فلا حاجة تدعوه لمثل هذه الأسئلة، وعليه فننصحكم بالابتعاد عن هذا الرجل وعدم إتيانه أو استخدامه في علاج أمكم، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: مَنْ أَتَى كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة والدارمي وصححه الألباني.

وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ النَّشْرَةِ فَقَالَ: مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ. رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني.

قال ابن القيم رحمه الله: والنشرة: حل السحر عن المسحور. وهي نوعان: حل سحر بسحر مثله، وهو الذي من عمل الشيطان، فإن السحر من عمله، فيتقرب إليه الناشر والمنتشر بما يحب، فيبطل عمله عن المسحور.

والثاني: النشرة بالرقية والتعوذات والدعوات والأدوية المباحة، فهذا جائز، بل مستحب، وعلى النوع المذموم يحمل قول الحسن: لا يحل السحر إلا ساحر. اهـ.

فالتمسوا الدواء لأمكم بالطرق المشروعة عند من تأتمنونه من الأطباء، مع الاستعانة بالرقية الشرعية والدعاء ممن يعرف عنه الصلاح والاستقامة، وقراءة سورة البقرة في البيت وعلى أمكم، ونسأل الله لها العافية والشفاء.

وقد قدمنا تفصيل الكلام على الموضوع في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 5433، 61850، 35002.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني