الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإقرار بوجود الله لا يكفي وحده في تحقيق الإيمان

السؤال

تحية طيبة وبعد, كان لي توقيع في أحد المنتديات يحمل عبارة بما أننا مؤمنون بوجود الله إذا لا يوجد شيء مستحيل. أحد الأعضاء فسر التوقيع بأنه للفرق الضالة التي تقول بما أننا آمنا بالمستحيل الأعظم وهو الله فإننا سنؤمن ببقية الأشياء, طبعا أبدأ ليس هذا قصدي أو هدفي من العبارة. سؤالي فهل كلامه صحيح هل كلماتي تلك يمكن أن تكون سبب هلاكي وعذابي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالعبارة المذكورة غير صحيحة على إطلاقها هكذا لأمور: منها أنه لا يكفي لنجاة العبد وتوفيقه الإيمان بوجود الله فقط، بل الإيمان بالله له شروط أخرى وأركان، ومنها: أنه يوجد أمور جعلها الله من المستحيلات وليست في مقدور بشر كائناً من كان أن يفعلها سواء كان مؤمناً أو غير مؤمن، فمن المستحيلات الإتيان بمثل هذا القرآن، كما قال الله تعالى: قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا {الإسراء:88}.

ولذا، فالبعد عن العبارات التي تحتمل معاني صحيحة وأخرى خاطئة أولى وأسلم لدين العبد، لكن ما دمت لم تقصد من عبارتك معنى خاطئاً والعبارة محتملة لمعنى صحيح وهو المبالغة في الثقة بالله وتذليله الصعاب للمؤمن فلا إثم عليك، ولا ينبغي لأحد أن يسيء بك الظن، ونصيحتنا أن تقوم بتبديل توقيعك المذكورة إلى عبارة لا توهم معنى خاطئاً.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني