الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

إشارة إلى الفتوى رقم 105528 أن اعتمادكم على أن اليهود والمسيحيين كفار لقول الله تعالى الآية 6 من سورة البينة (إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم ) حيث إن هذه الآية لا تدل على أن المسيحيين ولا اليهود كفار بل تدل على الذين كفروا منهم وليس الجميع كما أعلن في الفتوى رقم 105528 فان اليهود والنصارى كفار أرجو الإيضاح وتفسير زيادة عن هذه الآية؟
ولكم مني كل احترام وتقدير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن على السائل أن يعلم أولا أن (مِنْ) في هذه الآية وفي قوله تعالى: مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ وَلَا المُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ {البقرة:105} إنما يراد بها التبيين ولا يراد بها التبعيض كما نص عليه البيضاوي في التفسير، ويدل لهذا عطف المشركين عليهم، فلا يمكن أن يقال إن في المشركين بعضا لم يكفروا، ثم إنه لو تصورنا أن كتابيا ظل متمسكا بدينه الصحيح قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فإنه لا يكفر، لكنه إذا أدرك بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فإنه لا يُقبل منه غير الإسلام، فإن لم يصدق بالنبي صلى الله عليه وسلم فإنه يعتبر كافرا. قال الله تعالى: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآَخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ {آل عمران:85}

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني