الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاستغاثة بين النهي والجواز

السؤال

أود الاستفسار عن حديث ما, وهل هو يدل على الاستغاثة بغير الله ؟
الحديث هو: ذكر الحافظ ابن عساكر في ترجمة يعقوب بن إسحاق بن دينار، ثنا عبد الله بن السري الأنطاكي، ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، وحدثني موسى بن عقبة، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله قال:
دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية يوم فتح مكة إلى سعد بن عبادة فجعل يهزها ويقول: اليوم يوم الملحمة، يوم تستحل الحرمة.
قال: فشق ذلك على قريش وكبر في نفوسهم، قال: فعارضت امرأة رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسيره وأنشأت تقول:
يا نبي الهدى إليك لجاحي * قريش ولات حين لجاء
حين ضاقت عليهم سعة الأر * ض وعاداهم إله السماء
والتقت حلقتا البطان على القو * م ونودوا بالصليم الصلعاء
إن سعداً يريد قاصمة الظهر * بأهل الحجون والبطحاء
خزرجي لو يستطيع من الغي * رمانا بالنشر والعواء
فانهينه فإنه الأسد الأس * ود والليث والغ في الدماء
فلئن أقحم اللواء ونادى * يا حماة اللواء أهل اللواء
لنكوننَّ بالبطاح قريش * بقعة القاع في أكف الإماء
إنه مصلت يريد لها الرأ * ي صموت كالحية الصماء
قال: فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الشعر دخله رحمة لهم ورأفة بهم، وأمر بالراية فأخذت من سعد بن عبادة ودفعت إلى ابنه قيس بن سعد. قال: فيروى أنه عليه الصلاة والسلام أحب أن لا يخيبها إذ رغبت إليه واستغاثت به، وأحب أن لا يغضب سعد فأخذ الراية منه فدفعها إلى ابنه) للإمام إسماعيل بن كثير الدمشقي.الجزء الرابع - فصل نزول النبي عليه السلام إلى مر الظهران- صفة دخوله صلى الله عليه وسلم مكة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذه القصة أوردها أهل السير كابن كثير في سيرته، وفي البداية والنهاية، ولم نقف على تصحيحها، وعلى أية حال فإن هذا النوع من الاستغاثة ليس محرما لأنه يدخل في الاستعانة بالمخلوق فيما يقدر عليه، وهو جائز كما في قوله تعالى: فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ {القصص:15}.

فقد كانت هذه المرأة تخاطب الرسول صلى الله عليه وسلم بكلامها وهو القائد العام للمعركة فاستجاب لها.

وأما الاستغاثة بالمخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الله تعالى فهي الشرك بالله المخرج من الملة؛ لما في الحديث الصحيح: إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله. رواه الطبراني.

ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 53995، 71750، 71064.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني