الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يوسوس له الشيطان دائما أن ثيابه نجسة

السؤال

يجب أن تجيبوني عن هذا السؤال وإلا سوف أنتحر من التعب، أنا بعد التبول في الحمام وغسل الذكر بالماء أحس أن الملابس تنجست بالبول أو عند الخروج لكي أتنزه مع العائلة أو الأصحاب فيقام الصلاة فلا أصلي جماعة في المسجد بل أصلي في البيت لأني أخاف أن أصلي بملابسي لأني أقول شكلها نجسة، وبعد ذلك أقول لا ليست نجسة سوف أصلي جماعة مع المسلمين، وبعد ذلك أقول طيب لو صليت وهي في الأصل نجسة وأنا لا أدري وصليت بها فلن يتقبل الله مني صلاتي إن كانت نجسة، بعد ذلك أترك الجماعة خوفا أن الله لن يغفر لي إن كانت نجسة حتى لو كانت شاكا و قد تكون ملابسي نجسة لأني يمكن أتبول أثناء النزهة في الخلاء وأستنجي بالماء وأوسوس لقد لمست النجاسة ملابسي، وأقول الأصل الطهارة، ثم أقول إذا صليت بها فلن يتقبل الله مني صلاتي إن كانت نجسة أو إذا لعبت أو إذا جلست في مكان أقول إن ملابسي تنجست أو عند القيام من النوم أقول ملابسي نجسة تنجست أثناء النوم لأني قد أكون حابس البول في النوم ثم أقوم للتبول فأشك أنه أثناء النوم أنه نزلت قطرات مع العلم أني أغسله يوميا كي تذهب الوسوسة، لو كانت نجسة وصليت بها أرجوكم أن تجيبوني لأني أرسلت لكم هذا السوال 100 مرة ولم تجيبوني لأنه ليس عندي بعد الله إلا هذا الموقع والآن سيأتي رمضان وأنا على هذا الحال.
لو كانت ملابسي نظيفة ثم تنجست أو كانت نجسة وأنا كنت شاكا أولا أعلم بها فقلت سوف أبني على اليقين الطهارة أو أقول إنه شك وسواس وهو لا وأنا لا أعلم يعني أنها نجسة وأنا كنت شاكا هل هي نجسة ام لا وهي في الأصل نجسة وقلت هذا وسواس ولن ألتفت اليه وذهبت وصليت بها هل يغفر الله لي لأني عندما أريد أن افعل هكذا أقول لا حرام لن يغفر الله لي إن كانت نجسة وأصلي بها يوميا لأن اكثر الصلوات تفوتني في المسجد من أجل ألا تكون ملابسي نجسة، أرجوكم أفيدوني على هذا السؤال أعلم أنه طويل لكن أجيبوني عليه أرجوكم، وسوف أدعو لكم، أرجوكم أفيدوني بالتفصيل سوف أنتحر من التعب والوسوسة وعدم الصلاة .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن الطرق التي يلبس الشيطان بها على المكلفين ويوقعهم بها في حبائله طريق الوسوسة، ويبدو أنك لم تتفطن لحيلته حتى لبس عليك، وأوقعك فيما أوقعك فيه من الشر، نسأل الله لنا ولك العافية، فإذا علمت أن ما يأتيك من هواجس ووساوس إنما هو من تسويل الشيطان وعلمت أنه ليس لك بناصح ولا هو على صحة عبادتك بحريص سهل عليك أن تلقي بالوساوس رواء ظهرك فلن تلتفت إليها ولن تعيرها أي اهتمام.

أخي الحبيب إن النبي صلى الله عليه وسلم الذي وصفه ربه أنه بالمؤمنين رؤوف رحيم قد علم بهذه المصيدة التي يصيد الشيطان بها العباد ودلهم على سبيل الخلاص منها فقال كما في الصحيحين: إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدر أخرج منه شيء أم لا فلا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا.

فهذا هو الدواء النافع الإعراض عن الوسوسة وعدم الالتفات إليها وإلا لفسد عليك أمر دينك ودنياك، فاسمع النصيحة أيها الأخ الكريم إن كنت حريصا على دينك، إياك إياك أن تتمادى مع هذا الوسواس فكلما قال لك الشيطان ثوبك نجس فقل له في نفسك: اخسأ يا خبيث بل هو طاهر وكلما أوهمك بأنه قد خرج منك بول فاقطع واجزم أنه لم يخرج منك شيء.

واحرص على الجماعة مع المسلمين في المسجد ولا تفوتها وإلا فإنك تكون قد حققت للشيطان ما يريد، واعلم أن قول الشيطان لك ماذا لو كان الثوب نجسا في نفس الأمر، حيلة أخرى يصطادك بها، وعلاجها أن تعلم أن الله للطفه بعباده لم يكلف العباد إلا بما يقدرون عليه، وبواطن الأمور لا يعلمها إلا هو تعالى، ولسنا مكلفين بالتفتيش عنها، فالواجب عليك العمل بظاهر الحال، واستصحاب الأصل الذي هو الطهارة حتى يحصل عندك يقين تحلف عليه بخلافها، واجتهد في الدعاء والاستعانة بالله عز وجل في أن يعافيك من هذا البلاء وهو المسؤول أن يشرح صدرك وينور قلبك ويعافينا وإياك في الدنيا والآخرة، ومن المهم التنبيه إلى أنه لا يجوز التفكير في الانتحار، وراجع الفتوى رقم: 54026.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني