الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وصف الوالد بالجهل عقوق

السؤال

السلام عليكم .. لدي 6 إخوة أخي الأكبر مني لا يتكلم مع أبي ولا يشاوره فى أي شيء وعندما يسأله أبي عن سبب عدم مشاورته يكون جوابه: أنت لا تعرف... وما زال معه في المنزل. فما الحكم فى ذلك؟ وجزكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلقد أوجب الله تعالى بر الوالدين واحترامهما وتوقيرهما، وخفض الجناح لهما، ومعاملتهما ومخاطبتهما بما يقتضي ذلك، وحرم تحريماً غليظاً كل ما يقتضي خلاف ذلك، قال الله تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً) [النساء:36].
وقال تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) [الإسراء:23-24].
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والديوث، والرجلة من النساء" رواه الحاكم في مستدركه عن عمر.
ومن العقوق ما يبديه الولد لأبويه من ملل وضجر وغضب وانتفاخ أوداجه واستطالته عليهما، وقد أُُمر أن يقابلهما بالحسنى واللين والمودة والقول الموصوف بالكرامة السالم من كل عيب، ويكفي في حق العصاة هذا التهديد الشديد من الذي لا ينطق عن الهوى، حيث قال: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثاً. قالوا: بلى يا رسول الله. قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وجلس وكان متكئاً، فقال: ألا وقول الزور. قال: فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت" رواه البخاري ومسلم والترمذي عن أبي بكرة وأنس بن مالك رضي الله عنهما، وقال عروة بن الزبير: ما برَّ والده من أحدَّ النظر إليه، فكيف بمن يوبخ والده بعدم الفهم، فحسبنا الله ونعم الوكيل، وفي الأثر: كل الذنوب يؤخر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين، فإن الله يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات.
وعاق والديه قد تصيبه دعوتهما، فيشقى بها في الدنيا والآخرة.
وينبغي لكم نصح أخيكم وتذكيره بالله، وإهداء الأشرطة النافعة له، والتي تتحدث عن بر الوالدين، ودلالته على الرفقة الصالح، وحث بعض الصالحين على مجالسته ونصحه، ولعل هذه الوسائل يكون لها تأثير في أخلاقه، وأما بقاؤه في المنزل، فهو أفضل من خروجه إلى أماكن الشر وأصحاب السوء.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني