الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

منكر فضل النبي عليه على خطر عظيم

السؤال

ما حكم من قال إن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام ليس له فضل عليه، مع العلم بأن الذي قال يصلي ويصوم ويحج إلى بيت الله الحرام؟ وشكراً لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه لا يسوغ للمسلم أن ينفي فضل الرسول صلى الله عليه وسلم، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم عظيم الفضل على سائر أفراد الأمة، فقد كان رؤوفاً رحيماً بالمؤمنين، كما قال تعالى: لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ {التوبة:128}، وكان سبب هدايتهم، وعانى الكثير في تعليم أمته الدين مع كمال نصحه لهم، وكان صلى الله عليه وسلم يترك العمل وهو يحب العمل به خشية أن يفرض علينا، وقد ادخر دعوته المستجابة ليشفع لنا، وقد امتن الله علينا بإرساله لنا، فقال: لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ {آل عمران:164}.

وبناء عليه؛ فإنكار فضله صلى الله عليه وسلم علينا خطأ عظيم يناقض نصوص الوحي المثبتة لفضله، ومن أنكر ما تدل عليه هذه النصوص بعد العلم بها فهو على خطر عظيم.

وإن كان السائل يعني أن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس أفضل منه فهذا زعم باطل يرده ما ثبت في النص والإجماع، ففي الحديث: أنا سيد ولد آدم ولا فخر. رواه مسلم.

وقال الناظم: وانعقد الإجماع أن المصطفى * أفضل خلق الله والخلف انتفى.

وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 66086، 17527، 12185، 106776.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني