الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوتر بثلاث ركعات متصلة والقنوت فيه بأدعية مسجوعة

السؤال

في صلاة التراويح يقوم الإمام بصلاة الشفع والوتر ثلاث ركعات متصلة دون تشهد أوسط فهل يجوز؟ وهل يجوز أن يقرأ في الركعة الأولى من الشفع بداية من نصف سورة الأعلى؟ وما حكم الإطالة في دعاء القنوت واستعمال السجع مثل: يا من لا تخالطه الظنون ولا يصفه الواصفون. وهل فعلا يكره الدعاء بنفس الطريقة التي نرتل بها القرآن؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا حرج في أداء الوتر بثلاث ركعات متصلات بسلام واحد, وانظر الفتوى رقم: 47029, والفتوى رقم: 77741, ولا حرج أيضا في أن يقرأ في الشفع التي قبل الوتر جزءا من سورة الأعلى والأمر في هذا واسع, وأما السجع في الدعاء فقد كرهه أهل العلم, قال العلامة بكر أبو زيد رحمه الله في كتابه عن دعاء القنوت: ... وَيُجْتَنَبُ قَصْدُ السَّجع في الدعاء, والبحث عن غرائب الأَدعية المسجوعة على حرف واحد وقد ثبت في صحيح البخاري رحمه الله تعالى عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال له: فانظر السجع في الدعاء فاجتنبه, فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأَصحابه,لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب ... .انتهى. وانظر له الفتوى رقم: 110531.

والدعاء الذي ذكره السائل: لا تخالطه الظنون ... إلخ. ذكره الشيخ بكر رحمه الله في جملة الأدعية التي ينبغي اجتنابها، وقال: ومنها ما يُروى عن أنس مرفوعاً أن الرسول صلى الله عليه وسلم مَرَّ بأعرابي وهو يدعو في صلاته وهو يقول : يا من لا تراه العيون ,ولا تخالطه الظنون ... الحديث. أخرجه الطبراني في -الأوسط - بسند فرد من لا يُعرف, وهو شيخ الطبراني, وتدليس أحد رواته مع ثقته. انتهى.

وكذا التغني بالدعاء كما يتغنى بالقرآن لا نعلم له مستندا من السنة, قال الشيخ بكر رحمه الله: إِنَّ التلحين, والتطريب, والتغني, والتقعر, والتمطيط في أَدَاءِ الدُّعاءِ, مُنْكَرٌ عَظِيم, يُنَافِيْ الضَّرَاعَة, والابْتِهَال, والعُبُوديَّةَ, وداعِيةٌ للرياء, والإِعجاب, وتكثير جمع المعجبين به وقد أَنكرَ أَهل العلم على من يفعل ذلك في القديم والحديث.

فعَلَى مَنْ وَفَّقهُ الله تعالى وصَارَ إِماماً للناسِ في الصلوات, وقنتَ في الوترِ أَن يجتهدَ في تصحيح النية, وأَن يُلْقِيَ الدُّعاء بصوته المعتاد, بضراعة وابتهال, مُتَخَلَّصاً مِمَّا ذُكِرَ, مجتنباً هذه التكلفات الصارفة لقلبه عن التعلُّق بربه. ... انتهى.

وانظر كتابه تصحيح الدعاء وكتابه القنوت ففيهما بحوث مفيدة حول كثير من البدع التي ألصقت بالدعاء والقنوت .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني