الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم هجر الزوجة واتهامها في شرفها بغير بينة

السؤال

أرجو الإجابة عن سؤالي لأني أرسلت إليكم كثيرا وأنا الآن في حالة سيئة جدا والسؤال هو:
ماذا أفعل مع زوجي وهو يكرهني ولا يطيقني ولا يريد أن يطلقني ويعيش في عزلة عنى وهو يريدني أن أتنازل له عن حقوقي والسبب خلاف حدث بيننا قبل الزواج قمت فيه باهانته والانفعال عليه وأكد له أحد المشايخ أنه سحر إلا أنه لم يصدق ذلك وعاملني معاملة سيئة منذ أول ليلة في زواجنا وفعلت كل شيء لكي أرضيه ولكن لم يعجبه ويقول لي أنت في نظري غير شريفة وأنا أشك في شرفك علما بأن أهلي لا يريدونني أن أتنازل له عن شيء ووالدي يشتمونني ويزجروني كلما ذكرت لهم أني لا أطيق العيش معه وأنا الآن لدي منه ابنة فماذا أفعل مع زوجي مع العلم أنه شيخ ويفتي الناس ويصلى ويحافظ على أذكاره وصلاة القيام ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أوجب الله على كل من الزوجين أن يعاشر الآخر بالمعروف، فقال مخاطباً الرجال: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالمَعْرُوفِ {النساء:19} والمرأة مثل الرجل مطالبة بذلك أيضاً، كما قال تعالى: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ {البقرة: 228} وعليه فلا يجوز للرجل أن يهجر زوجته إلا إذا عصته ونشزت ‏عن طاعته، ولا يهجرها إلا في المضجع بعد أن يعظها ويذكرها بالله جلا وعلا، كما قال ‏تعالى: وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ‏‏{النساء:34} وهذه مراتب مرتب بعضها بعد بعض، فلا يجوز الانتقال لمرتبة إلا بعد المرور بالتي ‏قبلها. ‏

‏ وعلى المرأة أن تتأمل جوانب التقصير تجاه زوجها، فتكملها، وما أجمل ما قالته العربية لا بنتها يوم زفافها: كوني له أمةً يكن لك ‏عبداً إلى آخر المقولة.

ولا يجوز لزوجك أن يتهمك في عرضك بمجرد الظن فإن ذلك موجب للفسق والعقوبة البليغة كما قال تعالى: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ المُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ {النور:4} فعلى زوجك أن يتقي الله ويدع اتهامك بذلك.

والله أعلم. ‏

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني