الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التمثيل إذا امتنع الممثل عن المشاهد المخلة

السؤال

سماحة العلماء الأفاضل:
أولا أتقدم لكم بخالص الشكر والدعاء على ما تقدمونه من جهد مشكور للإسلام وأهله.
ثانيا أرجو أن تردوا على سؤالي بمنتهى السرعة وقبل 23/09/2008 وذلك أن سؤالي محل نزاع قائم سيفصل فيه في ذلك التاريخ.
مقدمة:
أعمل ممثلا (مسرحيات - مسلسلات-أفلام) وأعرف مسبقا رأيكم في هذا العمل ولكن والله يشهد على أني لا أقبل أن أقوم بتمثيل أي مشهد خليع أو مخل .
والسؤال هو وقع بيني وبين نقيب الممثلين خلاف في العمل قام على إثره باختلاق وافتراء كذبة علي
وهو أنه نسب إلي قيامي بكتابة منشور ضده وضد رموز أخرى في مجال الفن . وحاول شطبي من النقابة لادعائه أني كتبت هذا المنشور وبذل في ذلك الجهد والوقت الكثير والذي كان له مردود سلبي علي وعلى أسرتي وعلى عملي مما أضر بي كبير الضرر .
وبحمد الله تمكنت من إثبات براءتي من هذه الفرية وثبتت ولله الحمد . وهنا ظهر الإشكال أن الأمور انقلبت على النقيب وبدأ في الحصول على مصالحة وذلك بتقديم تعويض مادي تفاديا لاستمرار التحقيقات وانقلابها عليه والتي يمكنني من خلالها الحصول على تعويض أكبر مما عرضه وبشكل قانوني . وسؤالي هو هل هذا التعويض حرام أم حلال ؟.
أرجو سرعة الرد وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن العمل كممثل في المسلسلات والأفلام التي تنتج اليوم وبوصفها الحالي عمل غير جائز، وإن كان الممثل لا يقوم بتمثيل مشهد خليع أو مخل، كما يذكر الأخ السائل، فيكفي في حرمة هذا العمل أن يظهر مع امرأة لا تحل له وأن يمسها أو ينظر إلى عورتها ونحو ذلك مما لا بد منه للممثل، كما لا يخفى على أخينا السائل، كما أن الممثل ولو اختار أدوارا أقل فجورا فإنه معين لبقية الفريق على باطلهم، وهذا وحده محرم لقوله تعالى: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ {المائدة:2}.

وبهذه الاعتبارات وغيرها يعد التمثيل في وضعه الحالي حراما شرعا، فإذا قام أحدهم بمحاولة شطبك من نقابة الممثلين هذه، وتضررت في عملك هذا فلا نرى لك حقا في مطالبته بشيء لأنه ليس هناك منفعة معتبرة شرعا فوتها عليك حتى يمكن مطالبته بدفع تعويض مقابل تفويت هذه المنفعة، اللهم إلا إذا كنت صرفت أموالا لدفع التهم الكاذبة الموجهة إليك من قبل ذلك الشخص فلك حينئذ مطالبته برد ما تكلفت، وتراجع الفتوى رقم: 35535.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني