الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أطع أباك ولا تعص أمك

السؤال

أنا عمري 15عاما ولي آخر وأخت أصغر مني- مشكلتي جداً صعبة منذ عامين طلق أبي أمي فجأة بدون أي سابق إنذار وتزوج بنفس اليوم من مطلقه تعرف عليها عبر النت لأن رغبتها كانت ذلك والآن يريدني أن أراها وأحبها وأتعامل معها وكان شيئا لم يكن وعلما أن أبي يسكن في بلد بعيد عنا معنى ذلك أنني سأترك أمي الوحيدة اليتيمة التي لا أهل لها لوحدها حتى لو كان لمدة شهر كل 6 أشهر فأنا لا أتحمل أن أترك أمي التي تربينا أنا وإخوتي وهي صغيرة في العمر كانت تقدر أن تتزوج وهي مجروحة من أبي وما عمل ولكنها أصرت على عدم الزواج والجلوس معنا لتربيتنا -هل أنا أتصرف بغلط إذا لم أطاوع أبي أنا وإخوتي، قلنا له أن يأتي هو لزيارتنا متى يشاء ولكني لا أستطيع ولا أقدر أن أرى هذه المرأة التي دمرت حياة أسرة بأكملها- والآن ها نحن منذ عامين لم نر أبانا سوى مرتين- أنا وأخوتي بحاجه لحنان الأم والأب معا وأنا أوده وأحبه عبر الهاتف والإيميل دوماً ولكن في حيرة من أمري هل هذا أنني أعصي أبي أم هذا من واجبي أن أقف مع أمي وأحميها ولا أتركها أبداً إذ أني الآن المسؤول أمام الله عن إخوتي وأمي -وتذكروا أنني أحب أبي رغم ما فعله ولكن من المستحيل أن ألتقي بزوجته التي تكاد تكون بمثل عمري، فأرجوكم ساعدوني وأفتوني؟ وبارك الله لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن طاعة أبيك لازمة، وبره واجب وحقه كبير، وأمك مثل ذلك، وهي مقدمة عليه لأن حقها أعظم، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 67927.

فأطع أباك ولا تعص أمك كما قيل، فكل ما ليس فيه تفريط في حق أمك ولا إضرار بها، فأطع أباك فيه، فالزيارة التي لا تضر بالوالدة وليس فيها تضييع لها فيلزمك طاعة أبيك فيها، وقس عليها بقية الأمور..

واعلم أن زوجة أبيك من محارمك، ولها عليك حق في الصلة بالزيارة ونحوها، مع ما في ذلك من بر بوالدك فإن من البر صلة ود الأب؛ كما في الحديث، ولا تأثم بعدم محبتها فالحب أمر قلبي لا يكلف به المرء.. بارك الله فيك وأعانك على بر والديك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني