الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النية الصالحة تحول الأعمال المباحة إلى طاعة وقربة

السؤال

جزاكم الله خيراً على هذه الفائدة للمسلمين قاطبة.. سؤالي عن دراسة الشخص وعمله كيف يكون في سبيل ربه تعالى، أنا أدرس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميه.. قسم حاسب آلي, وتخصصي في تحليل الأنظمه وليس في البرمجة، فكيف أجعل دراستي هذه في سبيل الله، وأن أنوي النية الصالحة في هذه الدراسة.. لقد فكرت كثيراً في الموضوع قبل أن أطرح السؤال, وجعلت نيتي تكون نهايتها خيرا; أي أنني أدرس الآن لكي أتوظف بإذن الله ويكون معي دخل مادي لكي أتزوج وأحصّن نفسي وأنجب الذرية الصالحة بإذن الله, (وهذه هي رغبتي الحقيقيه في الدراسة) أي أنّ نيتي جعلتها في خير (أن أحصّن نفسي وأنجب الذرية الصالحة إن شاء الله).. فهل هذه النية تكون في سبيل الله.. حيث إن تخصصي لا أرى أنه يخدم الإسلام والمسلمين بشكل كبير.. أي أنه منحصر على خدمة الشركات والمؤسسات، آسف على الإطالة.. وفي انتظار ردكم؟ وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فليس من شك في أن نية المرء تحصين فرجه وإنجاب الذرية الصالحة يعتبر من الأمور الحسنة، ولكنه لا ينبغي أن يكون هو الهم الوحيد للمسلم، فالله تعالى قد خلق الإنسان لمقاصد كبيرة منها عمارة الأرض والإصلاح فيها، وإقامة الدين ونصرة الحق... وغير ذلك من الأمور التي لا يستطاع حصرها، وقد سبق أن بينا أن العلوم الدنيوية التي يحتاجها الناس لمصالحهم ومعايشهم كعلم الطب والهندسة والفيزياء والكيمياء ومثلها المعلوماتية يعتبر تعلمها عبادة إذا قصد بها نصرة الإسلام ونفع المسلمين ولو بعضهم وهي أيضاً من فروض الكفايات التي يجب أن يتخصص فيها بعض المسلمين، لأنها إذا تركت بالكلية ستضيع المجتمعات ويتعطل القيام ببعض الطاعات، ويحتاج المسلمون إلى الكفار، وقد بينا ذلك في عدة فتاوى نرجو أن تطلع عليها وهي تحت رقم: 65459، ورقم: 72130.

وعليه؛ فلا حرج عليك في هذا التخصص بنية ما ذكرت ولكنك إذا نويت مع ذلك التقرب إلى الله بكفاية المسلمين وإعانتهم وخدمة هذا الدين العظيم والقيام بشيء من فروض الكفايات تكون مثاباً على ذلك إن شاء الله تعالى، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات، وإنما لامرئ ما نوى. متفق عليه...

فالنية تحول الأعمال المباحة إلى طاعة وقربة لله تعالى، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 40763، والفتوى رقم: 39937.

وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن عبادة الاشتغال بفرض الكفاية أفضل من غيرها لأن نفعها متعد فربما شمل المجتمع كله.

قال صاحب المراقي:

وهو مفضل على ذي العين * في زعم الاستاذ مع الجويني

ونسأل الله لك التوفيق والنجاح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني