الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قطع الخال إذا كان سيء الخلق مرتكبا للكبائر

السؤال

لي خال خارج البلد مجرد أن يزورنا تتقطع أوصال العائلة فالعياذ بالله فحاش بذاء كذاب مدع زان يضرب كل شخصين ببعضهما نصاب وإذا استلف لا يوفي دينه كل همه الآن هو أن يحل غضب أمه العجوز على جميع إخوته لم ير أحد من إخوته وأمه قرشاً واحداً من تركة أبيه ولم يسلم منه أحياء ولا أموات فهو يقول عن عمته(احتفل يوم وفاتها ووزع ملبس) وعن خاله لا تجوز عليهما الرحمة مجرد وصوله البلد الجميع يستعيذ بالله ويقول يا ساتر أصدقك القول سيدي الكريم أشعر بانقباض شديد وأنا في الطريق خوفا أن أراه وحاول أن يجعل زوجي يغضب علي فطلب مني زوجي أن أقطعه والله العظيم شعرت براحة كبيرة فلم يعد يتصل بي ليشتم خالاتي وأخوالي بل وجدتي وحين تسبب لأمي بالمرض والضغط لم أعد أحتمل وأرسلت له رسالة أصفه بأنه أحقر إنسان رأيته في حياتي وحدث هذا منذ سنة واشتد أذاه وحقده والآن أخاف أن يحسب رحما، فهل يجوز أن أقطعه مع فقد الأمل من إصلاحه فهو وإبليس في خانة واحدة؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان هذا الخال بهذه الحال التي وصفت فقد جمع جملة من الأخلاق المذمومة، والمحرمات الكبيرة التي توجب غضب الله وعذابه، إلا أن يتوب الله عليه ولكن ذلك لا يبرر لك ما ذهبت إليه من المبالغة والمجازفة في قولك: هو وإبليس في خانة واحدة، فإن ذلك رمي له بالكفر واللعنة وذلك غير جائز، فعن أبي ذر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يرمي رجل رجلاً بالفسوق ولا يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك. متفق عليه.

كما أن هذه المساوئ لا تمنع صلته ولا تبرر قطيعته، إلا أن يكون في هجره مصلحة بأن يرده ذلك الهجر إلى الحق ويمنعه عن الحرام، أو يكون في صلته ضرر محقق ديني أو دنيوي فتكون مقاطعته مطلوبة حينئذ، أما مقاطعته لمجرد اتصافه بالصفات السيئة وارتكابه للمحرمات فلا، فإن أعظم المحرمات وهو الشرك لا يمنع من صلة الرحم، فعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: إن أمي قدمت وهي راغبة أفأصل أمي؟ قال: نعم صلي أمك. متفق عليه.

فالذي نوصيك به أن تصليه ابتغاء وجه الله، بما لا يعود عليك بضرر في دينك أو دنياك، واعلمي أن من أعظم أنوع الصلة له نصحه بالمعروف، ووعظه وتذكيره وتخويفه بالله، والدعاء له بالهداية فلا تيأسي أبداً فإن هدايته ليست أمراً بعيداً على الله، ومن صفات المؤمن أنه يحب الهداية لجميع الخلق ويرجو لهم الخير.. والله الموفق.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني