الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاستفهام الإنكاري في القرآن الكريم

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيمهل يعتبر سؤال الله تعالى في القرآن {ما لكم}، {ما لكم}، {وما لكم}، {ما لهم}، {فما لهم}، {فمال لهؤلاء}، {فمال الذين} دليلا على غضبه أم لا؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الأسئلة التي أشرت إليها جاءت بأسلوب الاستفهام الإنكاري للتقريع والتوبيخ للمخاطبين، وهو أسلوب معروف في اللغة العربية، وتوبيخه سبحانه لهم دليل على عدم رضاه لما استنكره ووبخهم لأجله، فمثلاً يقول تعالى: قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ {يونس:35}، قال أهل التفسير: "فما لكم" أي فأي شيء لكم في عبادة الأوثان "كيف تحكمون" أي لأنفسكم وتقضون بهذا الباطل الصراح، تعبدون آلهة لا تغني عن أنفسها شيئاً إلا أن يفعل بها، والله يفعل ما يشاء فتتركون عبادته، ألا تعلمون أن من يهدي إلى الحق أحق أن يتبع من الذي لا يهتدي إلى شيء، إلا أن يهديه إليه هاد غيره، فتتركوا اتباع من لا يهتدي إلى شيء وعبادته، وتتبعوا من يهديكم في ظلمات البر والبحر، وتخلصوا له العبادة فتفردوه بها وحده، دون ما تشركونه فيها من آلهتكم وأوثانكم؟ وهكذا بقية الآيات فإذا تتبعتها في أماكنها المختلفة وأخذت بداية سياقها وجدت الاستفهام فيها للإنكار وتوبيخ الكفار وتقريعهم وإقامة الحجة عليهم، اقرأ مثلاً قول الله تعالى: أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ* مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ. وقوله تعالى: أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني