الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استدان بنية السداد ويخشى أن يعجز عن الوفاء

السؤال

لقد أصابتني ضائقة مادية خانقة لدرجة أن أحدهم نصحني أن آخذ قرضا من بنك ربوي وأخذ يقنعني بذلك، ولكن رفضت وبشكل قطعي بعدما تذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (من ترك شيئاً لله عوضه الله بخير منه) فعلا فقد قام أحدهم بإقراضي مبلغا من المال وبدون فوائد وقد اشترطت عليه أن أرده عندما أبيع منزلي أو أسترد مالي من أحدهم أو أبيع أرضا لي وقد وافق على ذلك, إلا أني أخاف أن أموت وأنا لم أقض ديني فعندما تضيق علي الدنيا كنت أرى لقاء الله هو المخرج الوحيد لي من الهم والغم فكانت تهون علي مصائب الدنيا فعندما يصيبني هم ما أتذكر لقاء الله فيهون علي همي وأقول في نفسي إن كل شيء سيزول بإذن الله عند لقاء الله، ولكن بعدما أصبحت مديونا فالمخرج الوحيد لي أصبح مشكلة كبيرة فإني إذا مت ولم أقض ديني فإني سأحاسب من الله مع العلم وأقسم على ذلك أني أريد أن أقضي ديني وبأسرع وقت ممكن ولكن أخاف أن يسبقني الموت وهنا ضاقت علي الدنيا ولا أعرف ماذا أفعل فقررت أن أوصي أمي أن تحمل عني الدين في حال وفاتي وأن يصبح في ذمتها وهي موافقة على ذلك، سؤالي جزاكم الله خيرا: هل يخرج الدين من ذمتي في حال حملت أمي الدين وقررت أن تقضيه عني بعد موتي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فجزاك الله خيراً على حرصك على الحلال، وعدم عملك برأي من أراد خديعتك بالتعامل بالربا، فهي خديعة لا نصيحة، وقد سلمك الله من ذلك ويسر لك أمرك وعوضك خيراً مما فاتك فله الحمد أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً... ثم اعلم وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضاه أن البخاري قد أخرج في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله.

فما دمت أخذت الدين تنوي سداده ولا يمنعك من ذلك إلا العجز فسييسر الله لك قضاؤه أو يقضيه عنك إذا مت ولم يقض عنك، ومن هنا حمل أهل العلم قوله صلى الله عليه وسلم في المسند وغيره: نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه. على من ترك مالاً، وأما من مات معدماً ولا مال له فإنه يدخل في الحديث الأول.

وأما تحمل أمك لدينك إن مت فالراجح من كلام أهل العلم إن ذلك لا يبرئ ذمتك ما لم تؤد عنك، فإن أدت عنك دينك هي أو غيرها برئت ذمتك، وننصحك بمراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 4062، 19076، 67949، 18621.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني